المناظرة الخامسة والستون
مناظرة الأنطاكي (١) مع عالم شافعي من الشام
يقول الشيخ الأنطاكي :
بعد اشتهار أمرنا بالتشيع أتاني أحد أعاظم علماء الشافعية المشهورين بالعلم والفضيلة في مدينة حلب الشهباء (٢) ، وسألني بكل
__________________
(١) هو : سماحة العلامة الكبير المجاهد الشيخ محمد مرعي الأمين الأنطاكي مولدا ، والحلبي نشأة ، والأزهري تخرجا ، والشافعي مذهبا ، والشيعي خاتمة ، من أبرز علماء سوريا ، ولد سنة ١٣١٤ ه في قرية من القرى التابعة إلى أنطاكية ، درس في قريته قرابة ثلاث سنوات ثم انتقل إلى أنطاكية للدراسة ، وبقي فيها قرابة سبع سنوات ، ثم انتقل إلى الجامع الازهر مع أخيه ، ودرس عند العلامة الأكبر الشيخ مصطفى المراغي شيخ الجامع الأزهر ورئيس المجلس الأسلامي الأعلى ، والعلامة الكبير الشيخ محمد أبو طه المهنى ، والعلامة الكبير الشيخ رحيم وغيرهم من مشيخة الأزهر ، حصل على شهادات راقية من جامع الازهر ، وعاد إلى بلاده وامتهن إمامة الجماعة والجمعة والتدريس والأفتاء والخطابة نحو خمسة عشر عاما.
وأخيرا أخذ بمذهب أهل البيت ـ عليهم السلام ـ لما تبين له مذهب الحق ، وذلك بسبب قرائته لكتاب المراجعات للعلامة الحجة السيد شرف الدين الموسوي ، ولوقوع الكثير من المناظرات بينه وبين علماء الشيعة الأمامية ، وقد تشيع على يده ويد أخيه الشيخ أحمد الكثير من أبناء العامة من سوريا ولبنان وتركية وغيرها.
قد استفدنا هذه الترجمة من كتابه (لماذا اخترت مذهب الشيعة).
(٢) حلب : (وتعرف بالشهباء أيضا) مدينة مشهورة بالشام ، واسعة كثيرة الخيرات ، طيبة الهواء ، وهي قصبة جند قنسرين. قيل : سميت حلب ، لأن إبراهيم ـ عليه السلام ـ كان نازلا بها يحلب غنمه في الجمعات ، ويتصدق به فتقول الفقراء : حلب. وهو قول بعيد ، وقيل : كان حلب وحمص وبرذعة إخوة من عمليق ، فبنى كل واحد منهم مدينة سميت به. ومشرب أهل حلب من صهاريج في بيوتها ، تمتلئ بماء المطر ، على بابها نهر يعرف بقويق ، يمد في الشتاء