المستنكر؟
ومن أين للذين يختارون إمامهم معرفة بتدبير الجيوش والعساكر وتدبير البلاد وعمارة الأرضين والأصلاح لاختلاف إرادات العالمين حتى يختاروا واحدا يقوم بما يجهلونه ، إنا لله وإنا إليه راجعون ممن قلدهم في ذلك أو يقلدونه.
ومما يقال لهم : إن هؤلاء الذين يختارون الأمام للمسلمين من الذي يختارهم لهم لتعيين الأمام ومن أي المذاهب يكونون فإن مذاهب الذين يذهبون إلى اختيار الأمام مختلفة ، وكم يكون مقدار ما بلغوا إليه من العلوم حتى يختاروا عندها الأمام وكم يكون عددهم وهل يكونون من بلد واحد أو من بلاد متفرقة ، وهل يحتاجون قبل اختيارهم للأمام أن يسافروا إلى البلاد يستعلمون من فيها ممن يصلح للأمامة أو لا يصلح أو هل يحتاجون أن يراسلوا من بعد عنهم من البلاد ويعرفونهم أنهم يريدون اختيار الأمام للمسلمين فإن كان في بلد غير بلدهم من يصلح أو يرجح ممن هو في بلادهم يعرفونهم أم يختارون من غير كشف لما في البلاد ومن غير مراسلة لعلماء بلاد الأسلام فإن كان سؤال من هذه السؤالات يتعذر قيام الحجة على صحته وعلى لزومه لله جل جلاله ولزومه لرسوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ولزومه لمن لا يكون مختارا لمن يختارونه من علماء الأسلام أفلا ترى تعذر ما ادعوه من اختيار الامام؟!
ولقد سمع مني بعض هذا الكلام شخص من أهل العلم من علم الكلام.
فقال : إن الناس ما زالوا يعملون في مصالحهم على الظنون.
فقلت له : هب أنهم يعملون في مصالحهم في نفوسهم بظنونهم