المعلومة احوالها لدى كل خبير كما انى اهملت التصريح بمرامى فى مواضع متعددة من الكتاب حتى لا تسدد نحوى سهام العتاب والملامة ، بل صرحت غفلة بخلافه ، وانما اكتفيت بالتلميح الى مرامى فى ص ٢٢ اذا لمهم حصول اليقين بعدم وجود بقية للمجموع لين الدفتين كما نقلنا هذا العنوان عن الشيخ المفيد فى ص ٢٦ (الى ان قال) هذا ما سمعناه من قول شيخنا نفسه ، واما عمله فقد رأيناه وهو لا يقيم لما ورد فى مضامين الاخبار وزناً ، بل يراها اخبار آحاد لا تثبت بها القرآنية بل يضرب بخصوصياتها عرض الجدار سيرة السلف الصالح من اكابر الامامية كالسيد المرتضى والشيخ الطوسى وامين الاسلام الطبرسى وغيرهم ، ولم يكن ـ العياذ بالله ـ يلصق شيئاً منها بكرامة القرآن وان الصق ذلك بكرامة شيخنا قدس سره من لم يطلع على مرامه وقد كان باعتراف جميع معاصريه رجالىّ عصره ، والوحيد فى فنه ، ولم يكن جاهلا باحوال تلك الاحاديث. ولمزيد التوضيح ننقل كلاماً آخر من الشيخ المذكور فى ذيل ص ٣١١ من الجزء الثالث من الذريعة قال :
ان من الضروريات الاولية عند الامم كافة ان الكتاب المقدس فى الاسلام هو المسمى بالقرآن الشريف ، وانه ليس للمسلمين كتاب مقدس الهى سواه. وهو هذا الموجود بين الدفتين المنتشر مطبوعه فى الافاق كما ان من الضروريات الدينية عند المعتنقين للاسلام ان جميع ما يوجد فيما بين هاتين الدفتين من السور والآيات واجزائها كلها وحى الهى نزل به الروح الامين من عند رب العالمين على قلب سيد المرسلين صلى الله عليه واله وقد بلغ بالتواتر عنه الى افراد المسلمين ، وانه ليس بين هاتين الدفتين شىء غير الوحى الالهى لاسورة ولا آية ، ولا جملة ذات اعجاز ، وبذلك صار مقدسا محترماً بجميع اجزائه : وموضوعاً كذلك للاحكام من تحريم