رسوله فهو حقّهم أفاءهُ الله عليهم وردّه إليهم (١).
ومعنى هذه النصوص أنّ المعنيّ بالمؤمنين في الآية الكريمة هم الأئمّة ، وحيث لم نر بين هؤلاء من قاتل وقتل إلاّ الإمام الحسين بن علي صلوات الله تعالى عليهما وآلهما ، فيكون الإمام هو الفرد الأكمل لهذه الآية ، وخصوصا حينما نرى الجملة (اشترى) جاءت بلفظ الماضي.
فمعناه أنّ الإمام الحسين باع نفسه لله ورضي أن يكون مصداقا لـ (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (٢) ، لأنّ الكبش الّذي أُتي به من الجنّة لا يمكن عدّه ذبحا عظيما ، لأنّ الذبح مهما عظم لا يوازي نفس نبي من الأنبياء ، لكنّ الذبح العظيم هو ابن رسول الله الحسين لأنّه ذبح عطشانا ، ورفع رأسه على القنا ، وجعل في الطست بين يدي أبغض خلق الله ، وقد باع الحسين عليهالسلام نفسه لله عزّ وجلّ كى يكون شفيعا لمذنبي أمّة جدّه محمّد حسب الاخبار ، وقد شهد بذلك التوراة والإنجيل والقرآن حسب منطوق الآية السابقة.
وقد جاء في خبر تفسير فرات الكوفي ، بأنّ الزهراء رضيت بمصابها بالحسين على أن يكون لها ولأبيها وبعلها وبنيها الشفاعة.
فعن أبيعبد الله عليهالسلام ، قال : كان الحسين مع أمّه تحمله فأخذه النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال : لعن الله قاتلك ، ولعن الله سالبك ، وأهلك الله المتوازرين عليك ، وحكم الله بيني وبين من أعان عليك.
قالت فاطمة الزهراء : يا أبت أيّ شيء تقول؟
قال : يا بنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم والغدر
________________
١ ـ الكافي ٥ : ١٣ / ١.
٢ ـ الصافّات : ١٠٧.