والبغي ، وهو يومئذ في عصبة كأنّهم نجوم السماء ، يتهادون إلى القتل ، وكأنّي أنظر إلى معسكرهم ، وإلى موضع رحالهم وتربتهم.
ثمّ ذكر لها ما يقع في كربلاء وبكاء الملائكة والوحوش والسماوات والأرض عليه.
فقالت فاطمة الزهراء عليهاالسلام : يا أبت إنا لله ، وبكت.
فقال لها : يا بنتاه! إنّ أفضل أهل الجنان هم الشهداء في الدّنيا ، بذلوا أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقّا ، فما عند الله خير من الدنيا وما فيها ، قتلة أهون من ميتة ، ومن كتب عليه القتل خرج إلى مضجعه ، ومن لم يقتل فسوف يموت.
يا فاطمة بنت محمّد ، أما تحبّين أنّكِ تَأْمُرِين غدا بأمر فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب؟
أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش؟
أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة؟
أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه؟
أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار : يأمر النار فتطيعه ، يُخْرِج منها من يشاء ويترك من يشاء.
أما ترضين أنّكِ تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك وإلى ما تأمرين به ، وينظرون إلى بعلك قد حضر الخلائق وهو يخاصمهم عند الله ، فماترين الله صانع بقاتل ولدك وقاتليك وقاتل بعلك إذا أفلحت حجّته على الخلائق ، وأُمرت النار أن تطيعه؟
أما ترضين أن يكون الملائكة تبكي لابنك ، ويأسف عليه كلّ شيء؟
أما ترضين أن يكون من أتاه زائرا في ضمان الله ويكون من أتاه بمنزلة من