حجّ إلى بيت الله واعتمر ، ولم يَخْلُ من الرحمة طرفة عين ، وإذا مات مات شهيدا ، وإن بقي لم تزل الحفظة تدعو له مابقي ، ولم يزل في حفظ الله وأمنه حتّى يفارق الدّنيا؟
قالت : يا أبت سلّمت ، ورضيت وتوكّلت على الله ، فمسح على قلبها ومسح عينيها ، وقال : إنّي وبعلك وأنت وابنيك في مكان تقرّ عيناك ، ويفرح قلبك. (١)
وفي المجالس للمفيد ، قال الصادق عليهالسلام : «إذا كان يوم القيامة جمع الله الأوّلين والآخرين في صعيد واحد ثم أمر مناديا فنادى : غضوا أبصاركم ونكّسوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة ابنة محمّد صلىاللهعليهوآله الصراط ؛ فتغض الخلائق أبصارهم ، فتأتي فاطمة عليهاالسلام على نجيب من نجب الجنة ، يشيّعها سبعون ألف ملك ، فتقف موقفا شريفا من مواقف القيامة ، ثم تنزل عن نجيبها فتأخذ قميص الحسين بن علي عليهاالسلام بيدها مضمخا بدمه ، وتقول : يا ربّ هذا قميص ولدي وقد علمت ما صنع به ..
..فيأتيها النداء من قبل الله عزّ وجلّ : يا فاطمة لك عندي الرضا ، فتقول : يا ربّ انتصر لي من قاتله ، فيأمر الله تعالى عنقا من النّار ، فتخرج من جهنم ، فتلتقط قتلة الحسين بن علي عليهاالسلام ، كما يلتقط الطير الحبّ ، ثمّ يعود العنق بهم إلى النّار ، فيعذبون فيها بأنواع العذاب ، ثمّ تركب فاطمة عليهاالسلام نجيبها حتّى تدخل الجنّة ، ومعها الملائكة المشيعون لها ، وذريتها بين يديها ، وأولياؤهم من الناس عن يمينها وشمالها». (٢)
وعن علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
«تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدم فتعلق
________________
١ ـ تفسير فرات : ١٧١ / ٢١٩.
٢ ـ المجالس للمفيد : ١٣٠.