وهو يقول : طوبى لك من تربة ، وطوبى لمن يقتل حولك (١).
كما جاء عن الإمام علي عليهالسلام بأنّه كان يعرف التربة الّتي يقتل فيه الحسين (٢).
وكذا كان حال الأئمّة فإنّهم كانوا يتبركون ويستشفون بتراب قبر الحسين ، ويدعون اطفال الشيعة بالتحنك بترابة وجعله معهم في القبر وعدم تنجيسه ، كلّ ذلك إكراماً للإمام الحسين عليهالسلام.
وإذا كان تقبيلُ المصحف والحجر الأسود جائزا ، فلماذا لا يجوز تقبيل قبور الأئمّة عليهمالسلام ؟! وقد مرّ عليك كلام أبي الصيف بأن بعضهم کان إذا رأ المصاحف قبلها ، وإذا رأ أجزاء الحديث قبلها ، وإذا رأ قبور الصالحين قبلها ، مضافا إلى النصّ الآتي أيضا.
قال الحافظ أبو سعيد ابن العلائيّ ـ وهو من علماء أهل السُنّة الكبارـ : رأيتُ في كلام الإمام أحمد بن حنبل في جزءٍ قديمٍ عليه خطّ ابن ناصر وغيره من الحُفّاظ : أنّ الإمام أحمد سُئل عن تقبيل قبر النبيّ وتقبيل منبره؟ فقال : لا بأس بذلك.
قال [العلائيّ] : فأريناه للشيخ تقيّ الدين بن تيميّة ، فصار [ابن تيميّة] يتعجّب من ذلك ويقول : عجيبٌ ، أحمد عندي جليل! ...
وقال [العلائيّ] : وأيّ عجبٍ في ذلك وقد روينا عن الإمام أحمد أنّه غسل قميصا للشافعيّ وشرب الماء الّذي غسله به ، وإذا كان هذا تعظيمه لأهل العلم ، فكيف بمقادير الصحابة وكيف بآثار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟! ولقد أحسن مجنون ليلى حيث يقول :
أمرُّ على الديار ديار ليلى |
|
أُقَبِّلُ ذا الجدارَ وذا الجدارا |
________________
١ ـ كامل الزيارات : ١٢٥.
٢ ـ مجمع الزوائد ٩ : ١٩٠.