وما حبّ الديارِ شَغَفْنَ قلبي |
|
ولكنْ حُبُّ مَن سَكَنَ الديارا |
وقال المحبّ الطبري : ويمكن أن يستنبط من تقبيل الحجر واستلام الاركان جواز تقبيل ما في تقبيله تعظيم الله تعالى ، فانّه ان لم يرد فيه خبر بالندب لم يرد بالكراهة ، قال : وقد رأيت في بعض تعاليق جدي محمّد بن أبي بكر عن الإمام أبي عبد الله محمّد بن أبي الصيف أنّ بعضهم كان إذا رأى المصاحف قبّلها ، وإذا رأى اجزاء الحديث قبلها ، وإذا رأى قبور الصالحين قبّلها ، قال : ولايبعد هذا ـ والله أعلم ـ في كلّ مافيه تعظيم لله تعالى.
وأختم رسالتي هذه بما رواه الثمالي عن أبي عبد الله في الشفاء بتربة الحسين عليهالسلام ، وبواقعتين ذكرهما ابن الشيخ في الأمالي عن فعل بعض النواصب وعاقبة من لم يومن بشرف التربة الحسينية.
وأخيرا بما حكاه المحدث النوري عن شيخه في الإجازة ، جدِّنا الميرزا محمّد مهدي الشهرستاني (ت ١٢١٦ هـ) في سبب اختياره مدينة كربلاء المقدّسة للمجاورة وفي ذلك کرامة لهذه المدينة المقدسة.
فعن محمّد بن الحسن بن مهزيار ، عن جدّه عليّ بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن عبد الله الأصم ، عن أبي عمرو شيخ من أهل الكوفة ، عن الثـّماليّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : كنت بمكّة ـ وذكر في حديثه ـ
قلت : جعلت فداك إنّي رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحسين عليهالسلام [الحائر ـ خ ل] يستشفون به ، هل في ذلك شيء ممّـا يقولون من الشّفاء؟
قال : قال : يُسْتَشْفَى بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال ، وكذلك طين قبر جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكذلك طين قبر الحسن ، وعلي ، ومحمّد
________________
١ ـ عمدة القاري ٩ : ٢٤١.