عليهمالسلام ، فخذ منها فإنّها شفاء من كلّ سقم ، وجُنّة ممّـا تخاف ، ولا يعدلها شيء من الأشياء التي يُستشفى بها إلاّ الدّعاء.
وإنّما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها ، وقلّة اليقين لمن يعالج بها ، فأمّا من أيقن أنّها له شفاء إذا تعالَجَ بها كفته بإذن الله من غيرها ممّـا يتعالج به ، ويفسدها الشياطين والجنّ من أهل الكفر منهم ؛ يتمسّحون بها ، وما تَمُرُّ بشيء إلاّ شمهّا ، وأمّا الشياطين وكفّار الجنّ فإنّهم يحسدون ابن آدم عليها فيتمسّحون بها فيذهب عامّة طيبها ، ولا يخرج الطين من الحير إلاّ وقد استعدَّ له ما لا يحصى منهم ، والله إنّها لفي يدي صاحبها وهم يتمسّحون بها ، ولا يقدرون مع الملائكة أن يدخلوا الحير ، ولو كان من التربة شيء يَسْلَمُ ما عولج به أحد إلاّ برئَ من ساعته ، فإذا أخذتها فاكتمها وأكثر عليها من ذكر الله جلّ وعزّ ، وقد بلغني أنّ بعض من يأخذ من التربة شيئا يستخفّ به ؛ حتّى أنّ بعضهم ليطرحها في مخلاة الإبل والبغل والحمار ، أو في وعاء الطعام وما يمسح به الأيدي من الطعام والخرج والجوالق ، فكيف يستشفي به من هذه حاله عنده! ولكنّ القلب الّذي ليس فيه اليقين من المستخفّ بما فيه صلاحه يفسد عليه عمله (١).
وعلق المجلسي على هذا الخبر بقوله : هذا الخبر يدلّ على جواز الاستشفاء بطين قبر الرسول صلىاللهعليهوآله وسائر الأئمّة عليهمالسلام ، ولم يقل به أحد من الأصحاب ، ومخالف لسائر الأخبار عموما وخصوصا ، ويمكن حمله على الاستشفاء بغير الأكل ، كحملها والتمسح بها وأمثال ذلك. والمراد بعليّ ، إما أمير المؤمنين أو السجاد وبمحمّد هو الباقر عليهالسلام ، ويحتمل الرسول صلىاللهعليهوآله تأكيدا وإن كان
________________
١ ـ كامل الزيارات : ٤٧٠ ـ ٤٧١ ، بحار الأنوار ١٠١ : ١٢٦ ـ ١٢٧ ، مستدرك الوسائل ١٠ : ٣٣٢ ـ ٣٣٣.