بعيداً (١).
وفي أمالي الطوسي بسنده عن الأزدي قال : حدّثنا أبي ، قال : صلّيت في جامع المدينة وإلى جانبي رجلان على أحدهما ثياب السفر.
فقال أحدهما لصاحبه : يا فلان ، أما علمتَ أنّ طين قبر الحسين عليهالسلام شفاء من كلّ داء؟! وذلك أنّه كان بي وَجَعُ الجوف فتعالجتُ بكلّ دواء فلم أجد فيه عافية وخفتُ على نفسي وأيست منها ، وكانت عندنا امرأة من أهل الكوفة عجوز كبيرة ، فد خلَتْ عليّ وأنا في أشدّ ما بي من العلة ، فقالت لي : يا سالم ما أرى علّتك كلّ يوم إلاّ زائدة؟ فقلت لها : نعم ، قالت : فهل لك أن أعالجك فتبرأ بإذن الله عزّ وجلّ؟
فقلت لها : ما أنا إلى شيء أحوج منّي إلى هذا ، فسقتني ماءً في قدح فسكتت عنّي العلّة وبَرِئْتُ حتّى كأن لم تكُن بي علّة قطّ.
فلمّـا كان بعد أشهر دخلَتْ عليّ العجوز فقلت لها : بالله عليك يا سلمة ـ وكان اسمها سلمة ـ بماذا داويتني؟
فقالت : بواحدة ممّـا في هذه السبحة ـ من سبحة كانت في يدها ـ فقلت : وما هذه السبحة؟
فقالت : إنّها من طين قبر الحسين عليهالسلام.
فقلت لها : يا رافضيّة داويتني بطين قبر الحسين!! فخرجَتْ من عندي مغضبة ورجعَتْ والله علّتي كأشدّ ما كانت وأنا أقاسي منها الجهد والبلاء ، وقد والله خشيتُ على نفسي ، ثمّ أذّن المؤذّنُ فقاما يصلّيان وغابا عنّي (٢).
________________
١ ـ بحار الأنوار ٩٩ : ١٢٧.
٢ ـ أمالي الطوسي : ٣١٩ ـ ٣٢٠ ، مناقب ابن شهر آشوب ٤ : ٦٤ ، مستدرك الوسائل ١٠ : ٤٠٦ ـ ٤٠٧ ، جامع أحاديث الشيعة ١٢ : ٥٣١ ـ ٥٣٢.