فأخرج فيها ما ترى ، فانصرَفَ الندماء ، وصار المجلس مأتماً.
فأقبل عليّ سابور فقال : انظر هل لك فيه حيلة؟
فدعوتُ بشمعة فنظرتُ فإذا كبده وطحاله ورئته وفؤاده خرج منه في الطست ، فنظرت إلى أمر عظيم.
فقلت : ما لأحدٍ في هذا صُنْعٌ إلاّ أن يكون لعيسى الّذي كان يحيي الموتى.
فقال لي سابور : صدقت ، ولكن كُنْ هاهنا في الدار إلى أن يتبيّن ما يكون من أمره ، فبتُّ عندهم وهو بتلك الحال ما رفع رأسه ، فمات وقتَ السحر.
قال محمّد بن موسى : قال لي موسى بن سريع : كان يوحنّا يزور قبر الحسين عليهالسلام وهو على دينه ، ثمّ أسلم بعد هذا وحسن إسلامه (١).
نعم ، هذا جزاء من لم يحافظ على حرمات الله ويستخف بها ، وهناك كرامات كثيرة ظهرت للإمام الحسين بعد موته عليهالسلام ، ذكرها المؤرخون والمحدثون.
فعن حاجب عبيدالله بن زياد ، قال : دخلت القصر خلف عبيدالله بن زياد حين قتل الحسين فاضطرم في وجهه نارا ، فقال هكذا بكُمِّه على وجهه.
فقال ابن زياد للحاجب : هل رأيت؟ قلت : نعم ، وأمرني أن أكتم ذلك (٢).
وعن الأعمش عن عمارة بن عمير ، قال : لمّـا جيءَ برأس عبيدالله بن زياد واصحابه نُضدت في المسجد في الرحبة فأنتهيت اليهم وهم
________________
١ ـ أمالي الطوسي : ٣٢٠ ـ ٣٢١ ، مناقب ابن شهر آشوب ٤ : ٦٤ ، مستدرك الوسائل ١٠ : ٤٠٧ ـ ٤٠٨ ، جامع أحاديث الشيعة ١٢ : ٥٤١ ـ ٥٤٢.
٢ ـ المعجم الكبير ٣ : ١١١ ، معجم الزوائد ٩ : ١٩٦.