يقولون : قد جاءت قد جاءت ، فإذا حية قد جاءت تَتَخَلَّلُ الرؤوس حتّى دخلت في منخرى عبيد الله بن زياد ، فمكثت هنيئة ثمّ خرجت ، فذهبت حتّى تغيبت.
ثمّ قالوا : قد جاءت قد جاءت ، ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا. قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
وأمثال هذه الحكايات والوقائع كثيرة في كتب الحديث والتاريخ وكلّها تدلّل على عظمة الإمام الحسين عليهالسلام.
وختاماَ أسوق كلامي إلى ما حكاه المحدِّث النوري في «دار السلام» ، قال :
سمعت جناب الآميرزا محمّد مهدى الشهرستاني رحمهالله ـ وهو الّذي تولّى الصلاة على السيّد بحر العلوم أعلى الله مقامهما ـ قال : تشرّفت بمجاورة قبر أبي عبد الله في عنفوان الشباب ، وكان رجل في النجف الأشرف كثير الصلاح من أهل خواتون آباد يُسمَّى حاجي حسن علي ، وكان بيننا وبينهم صداقة ، فكان يحرِّضني دائما على مجاورة النجف الاشرف ويقول : النجف الأشرف أحسن من كربلاء وإنّ مجاورة كربلا ، تورث قساوة القلب.
فرأيت ذات ليلة في المنام أنِّي في رواق حرم أميرالمؤمنين من جهة الرأس ، إتّجاه الشبّاك الّذي يرى منه الضريح المقدّس ، والحاج حسن علي هناك ، وهو على عادته مشغول بإنكار مجاورة كربلاء.
ورأيت أيضا أن مولانا صاحب الزّمان في ذاك المكان ، فسأله الحاج حسن علي : إنّ جنابك مقيم في هذا المكان والناس يسيرون إلى سامراء لزيارتكم؟
فقال صلواتالله عليه : أنا في سامراء أيضا.
________________
١ ـ سنن الترمذي ٥ : ٣٢٥ ، تحفة الاحوزي ١٠ : ١٩٣.