فأستاذنه الحاج للذهاب إلى العسكريين وفَتْح باب الحرم وكنسه ، فأَذِنَ له لكنّ الإمام الحجّة قال له ابتداء ـ دون سؤال واستفسار ـ : «لا يذهب بأحد من كربلاء إلى جهنّم» ثمّ أشار إلى ضريح أميرالمؤمنين عليهالسلام قائلاً : «بحق أميرالمؤمنين عليهالسلام لا يقودون أحدا من كربلاء إلى جهنم».
فوقع في خاطري أنّ قَسَمَ المعصوم جاء لإنكار الحاج حسن علي مجاورة كربلاء ، ثمّ اضاف الإمام عليهالسلام : بشرط أن يبيت فيه ليلة.
وفهمت من كلامه عليهالسلام أن مقصود من بيتوتته هي القيام بعبادتها ، قلت في نفسه : إنّا ننام في الليالي إلى طلوع الشمس.
فقال عليهالسلام : وأنا أنام إلى طلوع الشمس (١) ، وكانت تلك الرؤيا سببا لاختيارى كربلاء للمجاورة.
حقاَ كيف يذهب بأحدٍ من كربلاء إلى جهنّم ، لو كان المجاور مؤمنا عارفا بمقام الحسين ، ومراعيا لمقامه الشريف وحرمته ، ففي بعض الروايات نرى أَنَّ رسول الله يتعهّد لزوَّار الحسين بأن ينجيهم من أهوال يوم القيامة وشدائدها (٣). فكيف ذلك بالمقيم المجاور العارف للإمام.
بل ، توجد في بعض الروايات أکثر من ذلك ، منها أنه يحشر من کربلاء سبعون ألفاً بغير حساب وهذا ما أخرجه الطبراني بسنده عن أبي هرثمة.
قال : كنت مع عليّ عليهالسلام بنهر كربلاء فمرّ بشجرة تحتها بعر غزلان فأخذ منه قبضة فَشَّمها ، ثمّ قال : يحشر من هذا الظهر
________________
١ ـ المراد من طلوع الشمس هو طلوع الفجر ، حيث لا يعقل أن ينام الامام المعصوم ال طلوع الشمس.
٢ ـ دار السلام ٢ : ١٤٩ بتصرف.
٣ ـ الأرشاد ٢ : ١٣١ ، بحار الأنوار ٤١ : ٢٣٥.