سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب (١) ، وعلّق الهيثمي على الرواية بقوله : رواه الطبراني ورجاله ثقات (٢).
نعم ، إنّ دخول سبعين ألفا الجنّةَ من أمّة محمّد بغير حساب من الأحاديث المتواترة عن رسول الله عند أهل السنة والجماعة ، وهي مروية في صحيحي البخاري ومسلم عن عدة من الصحابة أمثال : سهل بن سعد ، وعمران بن الحصين ، وابن عبّاس ، وأبي هريرة ، وجابر بن عبد الله الأنصارى. كلّهم عن النبيّ لكنْ في لفظ أبي هريرة وجود زيادة : «تضيء وجوههم كالقمر». وفي لفظ عمران زيادة : قيل يا رسول الله من هم؟! قال صلىاللهعليهوآله : «هم الّذين لا يسترقون ، ولا يتطّيرون ، وعلى ربّهم يتوكّلون»(٣).
إذن هذه الرواية مروية عن رسول الله في صحيح مسلم والبخار وعن أب هرثمة مروية عن الإمام علي في مجمع الزوائد بفارق أن المرو عن النبيّ مطلق ، والمروي عن الإمام عليّ مُقَيّد ؛ فيه زيادة : «يحشر من هذا الظهر ـ ويعني به كربلاء ـ».
________________
١ ـ المعجم الكبير لطبراني ٣ : ١١١ ، وروى أحمد بسنده عن ابن نجي الحضرمي ١ : ٨٥ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٨٧ قوله : أنّه سار مع عليّ رضىالله عنه وكان صاحب مطهرته ، فلمّـا حاذى نينوى ، وهو منطلق إلى صفين ، نادى عليّ : «اصبر أبا عبد الله ، اصبر أبا عبد الله بشط الفرات» قلت : وما ذاك؟! قال : دخلت على النبي صلىاللهعليهوآله ذات يوم وإذا عيناه تذرفان قلت : يا نبيّ الله ، أأغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟
قال : «بل قام من عندي جبريل عليهالسلام فحدثني أنّ الحسين يقتل بشط الفرات ، فقال : هل لك أن أشمّك من تربته؟ قلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عينيّ أن فاضتا».
٢ ـ مجمع الزوائد ٩ : ١٩١.
٣ ـ صحيح البخاري ٣ : ١١٨٦ / ٣٠٧٥ ، ٥ : ٢١٥٧ / ٥٣٧٨ ، و ٢١٧٠ / ٥٤٢٠ ، و ٢١٨٩ / ٥٤٧٤ ، و ٢٣٧٥ / ٦١٠٧ ، و ٢٣٩٦ / ٦١٧٥ ، ٦١٧٦ و ٢٣٩٩ / ٦١٨٧. صحيح مسلم ١ : ١٧٧ / ١٩١ ، و ١٩٧ / ٢١٦ ، و ١٩٨ / ٢١٧ ، ٢١٨ ، ٢١٩ ، و ١٩٩ / ٢٢٠.