ورسوله بل نريد أن نقول : بأنا مستغنون عن زيارته في الدنيا وعن شفاعته في الآخرة والعياذ بالله.
٩ ـ نحن وضّحنا في هذا الکتاب وجه الترابط بين الآيات التالية : المودّة ، والبلاغ ، والتطهير ، والمباهلة ، وحديث الثقلين ، وقوله تعال : (إنَّ الله وَمَلائكتُهُ يُصَلّونَ عَلَى النَبيّ) ، وغيرها.
١٠ ـ إنّ زيارة المعصومين من الشعائر الّتي يجب المحافظة عليها ولزوم حفظ حرمتها وعدم المساس بها بل لزوم الترغيب فيها. لأنّ بها ترسخ المفاهيم والقيم ، ومنها يعرج الإنسان إلى الملكوت وفي تلك المشاهد يتوب إلى الله تعالى ، ومن خلالها يأتي الشحن المعنوي للروح والارتقاء به إلى مدارج الكمال.
فمما بحثته هي نقاط أساسية وتعتبر كاُصول رئيسية للبحث ، ومنها نقاط فرعية توضح الفكرة أيضاً.
فالعارف بمقامات الأنبياء والأوصياء والأولياء يعيش أجواءه المعنوية الخاصة به في تلك المشاهد ولا يهتمّ بالشكليات والقبب والمآذن الذهبية والزخارف والثريّات والرّخام والحيطان والستائر ، بقدر ما يفكّر في مثوله أَمام من نصبه الله علماً لعباده ومناراً في بلاده وجعله سيداً عل خلائقه ، فهو يعلم بأنه في بقعة هي مختلف الملائكة وأنّ الملائکة بين ذاهب وعاكف وغادٍ ورائح إليها.
والمؤمن العارف بفضل الزيارة ومکانة المزور قد يُكتب سعيداً بعد أن كان شقياً ، ويدخل في رحمهالله ورضوانه بعد أن كان مطروداً ، ويضحى راجياً بعد أن كان على شفا اليأس.
فعن عبد الله بن ميمون القداح ، عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام ،