قال : قلت : ما لمن اتى قبر الحسين زائراً عارفاً بحقّه غير مستكبر ولا مستنكف؟
قال : يكتب له ألف حجّة ، وألف عمرة مبرورة ، وإن كان شقياً كتب سعيداً ، ولم يزل يخوض في رحمهالله عزّ وجلّ (١).
كما أن لزائر الحسين عليهالسلام مقاما وتشريفا عظيما ، بحيث يكون الزائر له بمنزلة الملائكة الحافّين بعرش الله ، فعن زيد الشحام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : من زار قبر الحسين عارفا بحقه كان كمن زار الله في عرشه (٢).
فالمأمول من القرّاء الكرام أن يتأملوا فيما كتبناه ، كي يعرفوا وجه الترابط الحقيقيّ والمعنو الموجود بين هذه الآيات الاربعة ، وأنّها تؤكّد على حقيقةٍ واحدةٍ وهي لزوم الاقتداء بأهل البيت عليهمالسلام والأخذ منهم تبعاً لقول للّه ولقول رسوله صلىاللهعليهوآله ، وأن يعرفوا أيضاً بأنّ هذه الفكرة المطروحة ه جديدة وخصوصاً في العرض ، وأنّها لم تأتِ من فراغٍ ، بل أتت من أُصولٍ محكمةٍ موجودةٍ في القرآن والسُنّة ذكرناها عل شکل نقاط متسلسلة منطقيا.
وبهذا فقد رجوت في عملي أن لا يقتصر الزائر في زيارته ـ بعد أن يتعرف على ما شرحناه ـ على قراءة فقرات الزيارة فحسب ، بل وعليه أن لا يكتفي
________________
١ ـ كامل الزيارات : ٢٧٤ / ٤٢٦.
٢ ـ كامل الزيارات : ٢٨٢ / ٤٤٧. قال الصدوق في أماليه : ١٨٢ وقريبا منه في عيون اخبار الرضا ١ : ٢٩٠. والنص عن الاول : «كان كمن زار الله» ليس بتشبيه؛ لأنّ الملائكة تزور العرش
وتلوذ به وتطوف حوله ، وتقول : نزورالله في عرشه ، كما يقول النّاس : نحجّ بيت الله ونزور الله ، لا أنّ الله تعالى موصوف بمكان تعالى أن ذلك علوّا كبيرا.
أقول : لمّـا كان العرش عبارة عن جملة المخلوقات ، ورتبتهم فوق رتبة سائر المخلوقات ، فكأن زيارتهم زياره الله فوق عرشه؛ فوقا بحسب الغلبة والقهر؛ فإنّه القاهر فوق عباده ، تعالى الله عن الجسم والمكان علوّا كبيرا. اُنظر الوافي ٨ : ١٩٥ من الطبعة القديمة.