بمعرفة إمامه معرفة إجماليّة كأن يزور إماما معصوماً مفترض الطاعة على العباد ، وأنّه غريب وشهيد ومظلوم وأمثال ذلك.
فإن معرفة ذلك وإن كان صحيحاً ومن أفضل القُرُبات ، لکن معرفته بادلته وأسراره هو الاهم عندنا لأنه يزيد في أجر الزيارة والزائر وأدناه غفران ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر.
قال الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام : «أدنى ما يُثاب به زائر الحسين بشطّ الفرات إذا عرف حقّه وحرمته وولايته أن يغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر» (١).
وفي آخر عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إنّ لله ملائكة موكّلين بقبر الحسين عليهالسلام ، فإذا هَمَّ الرّجل بزيارته أعطاهم الله ذنوبه ، فإذا خطا [خطوة] محوها ، ثمّ إذا خطا [خطوة] ضاعفوا له حسناته ، فما تزال حسناته تُضاعَف حتّى توجب له الجنّة ، ثمّ اكتنفوه وقدّسوه ، وينادون ملائكة السماء أن : قَدّسوا زوّار قبر حبيب حبيب الله (٢).
وجملة «يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر» في الخبر لابد من توضيحه وأنّه لا يعني تسويغ ارتكاب الذنب عن عمدٍ ، وتغريرِ فاعلها لاجتراحها عن قصد.
بل معنى الرواية هو : أنّ مآل عمل الزائر هو الدخول إلى الجنّة والخلاص من النّار ، ومعناه : أن زيارة الإمام الحسين عليهالسلام سبب لإغلاق أبواب الذُّنُوب ، كما أنّ شهر رمضان تغلّ فيه الشياطين ، وليلة القدر تغفر فيها الذنوب ، أي أنّ
________________
١ ـ كامل الزيارات : ٢٦٣ / ٣٩٩.
٢ ـ كامل الزيارات : ٢٥٤ / ٣٨٠ ، بحار الأنوار ٩٨ : ٦٤ / ٥٠ ، ثواب الأعمال : ٩١ ، مستدرك الوسائل ١٠ : ٢٤٦ / ١١٩٤١ ، جامع أحاديث الشيعة ١٢ : ٥١٢ / ٢٠٧٧١.