: «عليّ مع القرآن» أنّ عليّا أقلّ رتبة من القرآن ، بل القرآن مع عليّ أيضاً ، فهما وجودان متعادلان» (١).
وكذا الحال بالنسبة إلى فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، فقد قال صلىاللهعليهوآله عنها : «إنّ الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها» (٢) ، ومعنى كلامه : أنّها معصومة عن الخطأ والهوى ؛ إذ لا يعقل أن يتعلّق رضا الله تعالى وغضبه برضا وغضب شخص غير معصوم لأنّه يعود إلى نقض الغرض وهدم الدين.
فالرسول الأمين صلىاللهعليهوآله لم يقل : إن فاطمة تغضب لغضب الله وترضى لرضاه ، بل قال : إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها. وفي هذا معنى عظيم لا يخفى فهمه على أصحاب المعرفة ؛ إذ نجد الإنسان يسعى في مسيرة حياته لكسب رضا الله ، لكنّ الأمر يختلف هنا ؛ حيث نرى رضا الله سبحانه وغضبه يدوران مدار رضا وغضب الصدّيقة الزهراء فاطمة سلام الله عليها.
ومثله ما جاء في الحسن والحسين عليهاالسلام؛ إذ قال صلىاللهعليهوآله : «من أحبّهما فقد أحبّني ، ومن أبغضها فقد أبغضني» (٣) وقال أيضاً عن الحسين : «حسين منّي وأنا من حسين» (٤) إلى غيرها من عشرات النصوص في أهل بيته.
________________
١ ـ الحقّ المبين : ١٠٥ للمرجع الدينيّ الشيخ الوحيد الخراسانيّ بتصرّفٍ.
٢ ـ المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٦٧ / ٤٧٣٠ ، قال : حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، الاحاد والمثاني ٥ : ٣٦٣ / ٢٩٥٩ ، المعجم الكبير ١ : ١٠٨ / ١٨٢ ، معجم الزوائد ٩ : ٢٠٣ ، قال : رواه الطبراني واسناده حسن ، أمالى الصدوق : ٤٦٧ / ٦٢٢.
٣ ـ المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٨١ / ٤٧٧٦ ، ١٨٢ / ٤٧٧٧ ، ١٨٧ / ٤٧٩٩ ، قال : حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، مسند احمد ٢ : ٢٨٨ / ٧٨٦٣ ، ٤٤٠ / ٩٦٧١ ، ٥٣١ / ١٠٨٨٤ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٧٩.
٤ ـ المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٩٤ / ٤٨٢٠ ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. سنن ابن ماجة ١ : ٥١ / ١٤٤ ، سنن ابن الترمذي ٥ : ٦٥٨ / ٣٧٧٥.