الحسين؟! وجدَّ الحسين؟!
زهير : ـ وكيف أهرب مِن يزيد؟! وقرود يزيد؟! ومِن زياد؟! وابن زياد؟!
دلهم : ـ وهل تُبدِّل السُّعود بالقرود؟! والنعيم بالجَحيم؟! والبطولة بالجبانة؟! ومَن يُصدِّقك بعد الآن وأنت على نفسك تُكذِّب!!!
زهير : ـ .... الخوف مِن الظلم!!!
دلهم : ـ .... إنَّه الموت تحت حوافره!!!
ما كاد ابن القين يرى وجه زوجته دلهم كيف يموج بما تقول ، حتَّى هبَّ مِن مكانه إلى الخارج ـ بعد ساعة مِن الوقت ـ وكان الحسين في مُخيَّمة في واقصة ، وبين يديه أخصَّاؤه ، ومِن بينهم عون ومحمد ابنا جعفر ، وصل زهير بن القين وفي وجهه ولاء وعزم ، قَدِر ـ رأساً ـ أنْ يقرأهما الحسين :
الحسين : ـ وما اسمك؟
زهير : ـ زهير بن القين ، ولكنَّ زوجتي اسمها دلهم.
الحسين : ـ وتُحبُّها.
زهير : ـ كالعبادة.
الحسين : ـ يا لها مِن امرأة رائعة! أراها كتبتك حرفاً رائعاً على شفرة السيف ، أتُراني حزرت؟
زهير : ـ ولكنِّي طلَّقتها ، إنِّي آتٍ مِن عند الشيخ الذي عقد زواجي ، وها أنِّي الآن قد فَككته عنده.
الحسين : ـ وكيف يُمكن ذلك؟
زهير : ـ ولقد خَصصتها بكلِّ ثروتي.
الحسين : ـ لأنَّك جئت تنضمُّ إليَّ؟!
زهير : ـ حتَّى لا تكون أرملة مِن بعدى ، وحتَّى لا تلقطها الحاجة.