الحسين : ـ وإنَّها في الشهادة إذ يحين وقت الشهادة ، على رسلك يا بن مطيع!!!
ـ ٧ ـ
وأقلع الركب وابن مطيع يُشيِّعهم ، وفي عينيه لهب جديد تركه يهبط إلى العميق مِن وجدانه ، والله أعلم كيف تحوَّل في نفسه بعدما وصله خبر استشهاد الحسين في كربلاء!!! أمَّا القافلة فإنَّها الآن في (واقصة) وهي مَحطَّة كبيرة وعريضة ؛ لأنَّها مَفرق يتشعَّب ، يميناً إلى الكوفة والبصرة ، وينحدر يساراً إلى غوطة الشام ، ولكنَّ المُفاجأة أوقفت الحسين فترة مِن الوقت للتداول مع الأعراب هنا ؛ لأنَّ الخُطوط كلَّها أصبحت مسدودة بأوامر صادرة مِن الشام ، راح يُنفذِّها والي الكوفة عبيد الله بن زياد ـ إنَّ الناس ملقوطون بخوف ورهبة وحذر ـ هنالك واحد منهم مشهور بمُجاهرته بحُبِّ الإمام عليٍّ ، ولكنَّه الآن يبدو كأنَّه أرنب يُفتِّش عن وجرٍ يتخبَّأ فيه ؛ لأنَّ الواصل إلى أرض واقصة هو الحسين ، سريعاً ما اقتحم زهير بن القين باب منزله ، وأقفله وراءه ، ليجد زوجته دلهم بنت عمرو واقفة وفي عينيها فرحة عيد ، ولكنَّها هَدَّأت روعه وهي تسأل :
دلهم : ـ ماذا يُروِّعك؟
زهير : ـ ألم تسمعي بنزول الحسين مَحطَّة واقصة؟!
دلهم : ـ إنَّها البُشرى منِّي إليك ، هل أنت سعيد؟ أم أنَّك الجازع؟
زهير : ـ ولكنِّي الجازع يا دلهم ؛ لقد سَدَّ المنافذ كلَّها الخليفة يزيد ، ولا أظنُّ الحسين ، ولا كلُّ مَن يشدُّ بحبل الحسين ، ناجياً مِن كفِّ يزيد وقبضة الوالي ابن زياد!!!
دلهم : ـ ألا تُحبُّ الحسين؟! وأبا الحسين؟! وأُمَّ الحسين؟! وأخا