ملاقط وأغلال ـ فمِمَّا يخاف أقوام يزيد ، وأزلام زياد ، أمْ أنَّه الإرهاب الذي أتقن الفَنَّ في التمادي ، ولم يَعُد يعرف معنى الإرعواء؟ ولكنَّ الجيش المُستعدَّ للنزال ، ستعرف كربلاء أنَّه باسم يزيد وتنفيذ ابن زياد ، يفوق الثلاثين ألفاً ، أُتراها ستتهيَّب الأجيال؟!!
ولكنَّ الحسين تمكَّن اليوم مِن التخييم في المَحطَّة المُسمَّاة (العُذَيب) ، لقد استقبله فيها ثلاثة مُناصرين قصدوا أنْ يُلبُّوا عنصر الوفاء عمر بن خالد الصيداوى ، مجمع العائدي وابنه ، وجنادة بن الحارث السماني. أمَّا رفيقهم الكبير فهو الشاعر الكبير الطرماح بن عدي ، قالوا : نحن أربعة آلاف ، تقدر أنْ تضرب بنا ساعة تأمر ، فهبَّ اليهم الحسين وعينه كبيرة ، وعزمه أكبر ، وهو يقول :
الحسين : ـ هنالك قرد يمنعكم مِن الوصول ، ولكنِّي لا أطلب إرهاقكم بلا جدوى ، لو أنَّكم تصوير وافٍ لحَجم الأُمَّة ، لكانت اختفت مُنذ زمن بعيد هذه الذئاب مِن حول الحظيرة!!! افهموا عليَّ وكونوا خميرة مِن الخَمائر ... ستفعلون في غَدٍ آخر ما لا تتمكَّنون مِن فعله الآن ... وليس الغَد بغير وعيكم ووعي الأُمَّة ... أرجوا أنْ تُراقبوني فقط كيف سأتصرَّف في اللحظة الحاسمة ، وأنا ـ ساعَتْئِذ ـ لكم وللأُمَّة التي أُقدِّم لها الرفض مع عُنصر الضمان!!!
بالحقيقة ، إنَّهم فهموا الرمز وانكفأوا يُراقبون مِن بعيد ، أمَّا الطرماح فإنَّه طرح نفسه على الحسين كأنَّه يبكي :
الطرماح : ـ ألا تظنُّ أنَّ جبلي طيِّ : أجأٌ وسًلمى ، يتمكَّنان مِن حمايتك في ساعتي المِحنة والضيم؟!!!
الحسين : ـ إنَّه قلبك الكبير أيُّها الشاعر ، ولكنَّ للأُمَّة مطلباً آخر تشتري به حقيقتها منِّي ، ولا تشتري سلامتي