على خَطٍّ مِن خطوطها المُدركة؟! ألم يكن هذا احتياطكم مُنذ خمسين سنة حتَّى هذه اللحظة الحُبلى بمآثم يزيد؟!! يا للخطِّ السخيف الذي أضعف الأُمَّة وأزاحها عن حقيقة صراطها؟!! يا لجَدِّي النبيِّ يرسم للأُمَّة خَطَّها ليأتي يزيد ويرقص بقروده على فيئها!!!
الحُرُّ : ـ وماذا تُريد منِّي أنْ أقول لك؟! اسمع : لم يُسمح لي الآن أنْ اقبض عليك ، تقدر فقط أنْ تتوجَّه إلى حيث تُريد إلاَّ دخول الكوفة والبصرة ، ارجع إلى مَكَّة إذا أردت ، سيكون ابن العاص بانتظار رجوعك ، أمَّا إذا أردت أنْ تُخيِّم في هذه الأرض ففي (العقر) أو في (كربلاء)
قال الحُرُّ ذلك ولوى راجعاً إلى مُخيَّمات الجيش. أمَّا الحسين ، فإنَّه أدرك أنَّ الساعة الحاسمة لم تبتدئ بعد قرعات ثوانيها ، إلاَّ أنَّها بين لحظة ولحظة آتية!! إمَّا في أرض (العقر) أو فوق الأرض التي تُسمَّى (كربلاء) ، يكفيها ـ وإنْ تعطش ـ أنَّها واحة تَسغب إلى الفرات!!!
ـ ١١ ـ
تركوا (شراف) كأنَّهم المُفتِّشون عن غيرها لا ليُخيِّموا فيها ، بلْ ليتحصَّنوا بها ويَقلعوا منها للنِّزال والصراع ، يا للقبضة مِن الرجال!! يمتشقون السيف في وجه جَحفل مِن الجيش ، معه السيوف والرماح ، والسهام والنبال!!! والدروع المُحصَّنة بالزَّرد والخيول ، وطيور البارز المسنونة المخالب والمناسر!!! أتكون الاستعدادات الوافية قد أعدَّها والي الكوفة عبيد الله بن زياد ، لصدِّ معركة يقوم بها عشرات مِن الرجال هُمْ في رفقة الحسين ، وهُمْ الميامي ، ولكنَّهم العُزَّل؟! أمْ أنَّها في وجه معركة ستزحف إليها البصرة بقضِّها وقضيضها؟!!
ولكنَّ الكوفة ـ ويعرفون ـ أنَّها تنام على ترهيب ، وتخويف وتجميد ـ وكلُّها