الرجل بالعدول عن المُجازفة ، ونحن الآن لا نقبض عليه ، لأنَّه نصحك ولم ينضمَّ إليك ، لو أنَّه فعل لكان الآن معك في داخل الطوق ، أُكرِّر عليك أنْ تقبل النصيحة وتستعدَّ للاستسلام لعبيد الله بن زياد ، رُبَّما تكون النجاة في الاستسلام أسهل المُجازفات.
الحسين : ـ أنا ما جئت أُجازف يا ابن التميمي ، وأرجو أنْ تحذف اسم أبيك مِن بداية انتسابك ، اترُكه لابن مُعاوية وَصْلة كُفر ، وحَلقة مجون ، لماذا تدعي الصراحة ولا تأخذ منها أنَّ الإسلام يتبرَّأ مِن الفاسقين المَاجنين ، وأنَّ الأُمَّة تسقط في الحُفر إذ يتسلَّط عليها المُجدفون!! أنا ـ يا الحر ـ جئت أُلبِّي الأُمَّة في طلبها الصريح ، في حوزتي حمل ناقة مِن الرسائل ، إنْ تكن حُرَّاً ومؤمناً بالصراحة والحَقِّ أنثرها الآن بين يديك ؛ حتَّى ترى أنِّي أُطالب بحَقِّ القوم الذين هُمْ ضلع مِن ضلوع الأُمَّة ، إنَّهم يرفضون فِسق يزيد ، ويطلبون منِّي تحرير الأُمَّة مِن الكابوس الذي يُرهقها ويُبعدها عن المحارم!!!
هل تُصغي إليَّ ـ أيُّها القائد ـ لتعرف أين هي الصراحة؟ وأيُّ لون تصطبغ به الصراحة؟
الحُرُّ : ـ أيُّ جواب تترقَّبه منِّي يُقنعني في ادِّعائك ، إذا كان هذا هو الصحيح ، فأين هم القوم يُنادونك ولا يظهرون؟
الحسين : ـ وإنِّي أسألك : لماذا تسدُّون المنافذ؟! وتربطون خطوط القوافل؟! لماذا تتحكَّمون (بواقصة) وتمنعونني عن السير إلى الكوفة والبصرة؟ ولماذا أنت الآن في إحكام الطوق على مُخيَّمي في هذه المحطَّة (شراف)؟! أليس ذلك كلُّه في الاحتياط الكبير حتَّى لا يكون للأُمَّة قدم