يكون أنساناً صادقاً في دنياه ، ليكون ثوابه جَنَّة مِن ذلك الطراز ، وهي ـ أبداً ـ جَنَّة سيجدها مزروعة في نفسه المُحرَّرة مِن الكَذب ، والغِشِّ ، والبُهتان.
ما شحَّت في هذه الملحمة الرائعة بطولات لحَمَت الأرض بالجنان ، وما ضؤل الثواب على المدعوِّين إلى مُعانقة الحقيقة الباهرة ، وكان الثواب تحقيقاً آنيَّاً مُترجماً على الأرض. هكذا كانت الترجمة العظيمة مُتجلِّية في الكلمة الواحد التي هي (الرسالة) ، وكان التحقيق البليغ ملموحاً في توحيد المُجتمع بإنسان رمى فرديَّته المنهوكة بقبائليَّته وعشائريَّته ، وفتائل زعاماته ، وثعابين أصنامه ، وراح يتمتَّع بمُجتمعيَّته التي هي الآن في حقيقة الوعد الكبير ، الذي زرع القيمة في الإنسان ، فإذا الحياة الكريمة هي الجَنَّة التي لمحتها عين الإسراء والمِعراج.
هذا هو المُجتمع الأمثل ، لقد حقَّقته الرسالة إذ بنته بيتاً كريماً تنزل فيه لتَخلد معه في القيمة المُستمرَّة في وجود الانسان ، ستُدافع عنه إذ تُدافع ـ أبداً ـ عن حقيقتها في ذاتها ؛ ومِن هنا كان البيت بيت الرسالة ، أمَّا أهلوه المُخصَّصون فهم المُنتقون عُنصراً متيناً للصيانة والتعهُّد ، حتَّى تبقى الرسالة فاعلة فعلها المُتصاعد ؛ مِن أجل أنْ يعمَّ الرُّشد ، ويَمتنُ هذا الإنسان بالمُمارسة التي تُنسيه مواطئ قدميه في أمسه الهزيل ، وتُنجيه مِن الردَّة في يومه الطالع.
هكذا بُنيت الملحمة مِن أجل تثبيت بُطولاتها فوق الأرض ، أمَّا البيت الهاجع في معناه ، فهو البيت الذي بنته الرسالة ، وهو المُجتمع المبنيُّ بها ، أمَّا الذي ينزل فيه الآن فهو الرجل الآخر ، لا لأنَّه عَصبٌ توضَّجت به عروق الدم ، الذي نسج لها ملحمة لفَّها بها في المعركة ، التي دمجت الأرض بجِنان النعيم ، وطهَّرت إنسانها تطهيراً.
لقد كان التاريخ في تفسيره (أهل البيت) أشبه ببطنٍ مِن بطون القبائل في تلك الأيَّام ، تجمعها روابط النَّسب واللحم والدم ، في حين أنَّ النبي العظيم برى