الروابط هذه ، وجعلها مهدورة في المُجتمع الواحد ، وجعل البيت رمزاً للبيت الكبير الجديد المُوحَّد.
إنَّ أهل البيت هُمْ الوصيَّة المقصودة لتناول الإرث ، الذي هو رسالة ملفوفة بملحمة حقيقيَّة ما شهدت الأرض نظيرها مِن الملاحم ، أمَّا الحسن والحسين ، فمنهما الحُلم الذي انبثق مِن الوجدان الممسوح بالشوق والخيال. إنَّهما مِن صُلب هذا الوجدان وهو مرشوق بعظمة الرسالة ، سيكونان مخطوفين مِن بَهجة اللَّمح ، لقد نشأ أبوهما وهو يأكل مِن ذات الخمير ، ويتربَّع على ذات الحصير ، وهكذا نشأت أُمُّهما تمتصُّ رهافتها مِن ثديِ التي ذابت بين يدي زوجها كما تذوب شمعة مُقدَّسة أمام نافذة المِحراب ، وها هُما طفلان يلعبان في باحة المسجد ، ولكنَّهما ما كانا يشربان إلاَّ كوثراً صِرفاً سيكون به تحقيق الميراث ، وتحقيق الوصيَّة ، وتحقيق الإمامة ، وتحقيق الوعد الذي تعيش به رسالة ما انفكَّت ملحمة يلتحم بها إسلام الأرض بين يدي ربِّها الرحمان الرحيم.