وقد كتب إليه الحسين (عليه السّلام) جواباً مُناسباً هذا نصّه :
[ص٢٠٣] : «إن كنتَ أردتَ بكتابكَ إليَّ برّي وصلتي ، فجُزيتَ خيراً في الدنيا والآخرة.
وإنّه لم يُشاقق مَنْ دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال : إنّني من المسلمين.
وخير الأمانِ أمانُ الله ، ولم يؤمِنِ الله من لم يَخَفْهُ في الدنيا ، فنسأل الله مخافةً في الدنيا توجب لنا أمانَ الآخرة عنده» (١).
ومن العِبَرِ أنّ عمراً هذا اغترّ بأمان خلفاء بني أُميّة ، فغدروا به ، وقطّعوه بالسيوف ، ولم ينفعه أهله وعشيرته ، فخسر أمان الدنيا وأمان الآخرة.
ويبقى من الناصحين العبادلة : ابن عبّاس ، وابن عمرو ، وابن الزبير ، وابن عمر ، أمّا ابن عبّاس فلو صحّت الرواية فإنّ يزيد بن معاوية دفعه على التحرّك في هذا المجال ، وكتبَ إليه يخبره بخروج الحسين (عليه السّلام) إلى مكّة ، وقال له :
[٢٠٣] : ... وأنت كبير أهل بيتك ، والمنظور إليه ، فاكْفُفْه عن السعي في الفُرقة.
وتقول الرواية : إنّ ابن عبّاس أجاب يزيد ، فكتب إليه : إنّي لأرجو أن لا يكون خروج الحسين لأمر تكرهه ، ولستُ أدع النصيحة له في كلّ ما يجمع الله به الأُلفة وتُطفأ به النائرة.
____________________
(١) مختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور ٧ / ١٤١.