وبذلك يظهر : أنه لا مجال للتأويلات الباردة التي يحاولون المصير إليها ، والسعي إلى حمل قوله صلىاللهعليهوآله : ليس منا ... على المجاز ، فراجع (١).
١ ـ وقد قال الكرماني : إلاّ أن يفسر دعوى الجاهليّة بما يوجب الكفر ، نحو تحليل الحرام ، أو عدم التسليم لقضاء الله ، فحينئذ يكون النفي حقيقة (٢).
وقال المناوي : وهو يدل على عدم الرضا ، وسببه ما تضمّنه من عدم الرضا بالقضاء (٣).
فهذا الحديث ليس ناظر إلى ما هو من قبيل اللطم في عاشوراء الذي هو لأجل إعزاز الدين ، وإظهار الحب لأهل بيت النبوة عليهمالسلام ، وإحياء شعائر الله تعالى.
٢ ـ وقد روى الخوارزمي أن دعبلاً أنشد الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام قصيدته التائية ، ومنها قوله :
أفاطمُ لو خلتِ الحسينَ مجدّلا |
|
وقد مات عطشاناً بشطِّ فراتِ |
إذاً للطمت الخدَّ فاطمُ عنده |
|
وأجريت دمع العين في الوجناتِ |
فلم يعترض عليه الإمام عليهالسلام ، ولو بأن يقول له : إن أمنا
____________________
(١) فتح الباري ٣ / ١٩٥.
(٢) شرح الكرماني على البخاري ٧ / ٨٨ ، وعمدة القاري ٨ / ٨٧.
(٣) فيض القدير شرح الجامع الصغير ٥ / ٤٩٣.