ثمّ إنّهم يؤكّدون لزوم السرور في هذا اليوم بما يروونه من حوادث عظيمة اتّفق وقوعها فيه ، من قبيل : توبة الله فيه على آدم ، واستواء السفينة على الجودي ، وإنجاء النبي إبراهيم عليهالسلام من النار ، وفداء الذبيح بالكبش ونحو ذلك (١).
ويا ليتهم اكتفوا بذلك ، بل لقد تعدّو ذلك إلى الإفتاء بحرمة لعن يزيد (لعنه الله) ، وعدم جواز تكفيره ، وقالوا : إنّه من جملة المؤمنين (٢).
بل لقد قال ابن الصلاح : «وأمّا سب يزيد ولعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين وإن صحّ أنه قتله أو أمر بقتله» (٣) ، زاعمين أنه يجوز لعن قتلة الأنبياء ومَن عُلم موته على الكفر.
وتقدّمت بعض محاولاتهم في الدفاع عنه.
كما أن الجمهور قد خالفوا في جواز لعنه بالتعيين (٤).
____________________
(١) راجع على سبيل المثال عجائب المخلوقات ، بهامش حياة الحيوان ١ / ١١٤ ، والصواعق المحرقة ٢ / ٥٣٥.
(٢) الصواعق المحرقة ٢ / ٦٣٩ ، وإحياء علوم الدين ٣ / ١٢٥ ، وقيد الشريد / ٦١ عن مال الدين الأردبيلي ، وراجع / ٦٣ ، ٧٠ ، ٨٠ ، وراجع العواصم من القواصم / ٢٣٢ ، ٢٣٣ ، وهوامشه لترى دفاعهم المستميت عن يزيد (لعنه الله) تعالى. وراجع البداية والنهاية ٨ ، وذكر في كتاب (يزيد بن معاوية الخليفة المُفترى عليه) طائفة من هؤلاء ، فراجع / ١٢٤ وغير ذلك.
(٣) الصواعق المحرقة ٢ / ٦٣٩ ، وقيد الشريد / ٥٩.
(٤) الإتحاف بحب الأشراف / ٦٢ ، والصواعق المحرقة ٢ / ٦٣٨.