معاوية ، فإنه أبقاه وأطلق يده ، وقال له : لا آمرك ولا أنهاك .. (١). ليتصرف كيف يشاء من دون حساب ولا كتاب ، ولا سؤال ولا جواب.
فهو بعمله هذا تجاه عمّاله يشكّكهم في أنفسهم ، ويشكك الناس بهم ، ويجعلهم مظنّة للخيانة ، ويواجههم بما يضعف شخصيتهم ، ولكنه يرفع شأن معاوية ، ويعزز مقامه ، ويزيده شوكة وعظمة ونفوذاً ، بل هو قد كان إذا نظر إليه يقول : هذا كسرى العرب (٢).
ويقول عن عمرو بن العاص :
ما ينبغي لعمرو أن يمشي على الأرض إلاّ أميراً (٣).
بل هو قد قال لأهل الشورى : يا أصحاب محمّد ، تناصحوا .. فإنّكم إن لم تفعلوا غلبكم عليها عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان .. (٤).
____________________
(١) البداية والنهاية ٨ / ١٣٣ ، وتاريخ مدينة دمشق ٥٩ / ١١٢ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٣٣ ، وشرح النهج ـ للمعتزلي ٨ / ٣٠٠ ، وراجع دلائل الصدق ٣ قسم ١ / ٢١٢ عن الطبري ٦ / ١٨٤ وعن الاستيعاب.
(٢) البداية والنهاية ٨ / ١٣٤ ، ١٣٥ ، وتاريخ مدينة دمشق ٥٩ / ١١٤ ، واُسد الغابة ٤ / ٣٨٦ ، والإصابة ٣ / ٤٣٤ ، والاستيعاب بهامش الإصابة ٣ / ٣٩٦ ـ ٣٩٧ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٣٤ ، وراجع الفخري في الآداب السلطانية / ١٠٥.
(٣) فتوح مصر وأخبارها / ١٨٠ ، والإصابة ٣ / ٢ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٧٠ ، وفي هامشه عن ابن عساكر ١٣ / ٢٥٧.
(٤) شرح النهج ـ لابن أبي الحديد المعتزلي ٣ / ٩٩ ، وراجع ١ / ١٨٧ ، وكنز العمال ١١ / ٢٦٧ ط مؤسسة الرسالة ، وراجع أيضاً ٥ / ٤٣٦ ط سنة ١٣٨٤ هـ