الممات ، ولا إشكال في أنّ التوبة مُكفّرة لما صدر من العصيان كما في صريح الكتاب المجيد ، وإجماع المسلمين ، والأخبار المتواترة التي تُوجب القطع بمضمونه ، فالتهجّم على آل النّبيِّ صلىاللهعليهوآله بمجرد تلك الأحاديث التي لا يُعرف مأخذها ، خروج عن طريقة الأئمّة الطاهرين عليهمالسلام.
وأمّا عبيدُ اللّه بن النّهشليّة فلم يحضر الطَّفَّ ، وجاء إلى المختار يطلب الرفد فلم يصله ، فالتحق بمصعب وجاء معه ، فلمّا وصل المذار من سواد البصرة ، وُجِدَ في فسطاطه مذبوحاً ، ولم يُعلم قاتلُه (١).
والمُشارك معه في يوم الطَّفِّ أبو بكر ، واُمّه ليلى بنت مسعود النّهشليّة. قال ابن جرير وابن الأثير : شُكَّ في قتله (٢).
وفي نفس المهموم / ١٧٣ : وُجِدَ في ساقيةٍ قتيلاً ، لا يُعلم قاتلُه (٣).
وكأنّه لمّا حمل آل أبي طالب بعد قتل عبد اللّه بن مسلم بن عقيل حملةً واحدة ، فصاح بهم الحسين عليهالسلام : «صبراً على الموتِ يا بَني عُمومَتي ؛ فواللّه ، لا رأيتُمْ هواناً بعد هذا اليوم أبداً» (٤).
سقط فيهم عونٌ ابن الطيّار وأَخوه محمّد ، وعبد الرحمن بن عقيل وأَخوه جعفر ، ومحمّد بن مسلم بن عقيل ، وأبو بكر هذا
__________________
(١) قال ابن إدريس الحلّي في السّرائر ١ / ٦٥٦ : وقد ذهب أيضاً شيخُنا المفيد في كتاب الإرشاد إلى أنّ عبيدَ اللّه بن النّهشليّة قُتل بكربلاءَ مع أخيه الحسين عليهالسلام. وهذا خطأٌ محضٌ بلا مِراء ; لأنّ عبيدَ اللّه بن النّهشليّة كان في جيش مصعب بن الزُّبير ، ومن جملة أصحابه ، قتلهُ أصحابُ المختار.
(٢) تاريخ الطبري ٤ / ٣٥١ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٩٢.
(٣) مقاتل الطالبيين / ٥٧.
(٤) بحار الأنوار ٤٥ / ٣٦ ، والعبارة : «صبراً يا بَني عُمومتي ، صبراً يا أهلَ بيتي ، لا رأيتُمْ هواناً بعدَ هذا اليومِ أبداً».