قام عليٌّ والحسنُ والحسينُ ، وبعلمٍ صَمتَ مَن صمت منّا» (١).
كما أنّه عليهالسلام أعلَمَ بذلك جابر الأنصاري حين قال له : ألا تصالح كما صالح أخوك الحسن عليهالسلام؟ فقال عليهالسلام : «إنّ أخي فعلَ بأمرٍ من اللّه ورسوله ، وأنا أفعل بأمرٍ من اللّه ورسوله» (٢).
فهذه الأحاديث تُفيدنا نموذجاً من الاهتداء إلى معرفة سير الإمام عليهالسلام في جميع أفعاله ، وأنّها ناشئة عن حِكَم ربانية لا يتطرّق إليها الشكّ والريب ، وليس الواجب علينا إلاّ التصديق بكُلّ ما يصدر منه ، من دون أنْ يلزمنا الشرع أو العقل بمعرفة المصالح الباعثة على تلك الأفعال الصادرة منه ؛ سواء كانت الأفعال في العرف والعادة فظيعة جداً أم لا.
__________________
(١) الكافي ١ / ٢٦٢ ، ح ٤.
(٢) الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي / ٣٢٢ ، مع اختلاف بعض الألفاظ.