«البَسوا أزرَكم واستعدّوا للبلاء ، واعلموا أنّ اللّهَ حاميكُم وحافظكُم ، وسينجيكم مِنْ شرّ الأعداء ، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير ، ويُعذّب أعاديكم بأنواع العذاب ، ويُعوِّضكُمْ عن هذه البليّة بأنواع النِّعمِ والكرامةِ ، فلا تشكُوا ولا تقولوا بألسنتكم ما يُنقصُ مِنْ قَدْرِكُمْ» (١).
فكان في مجيء الحسين عليهالسلام بالعقيلة فوائدٌ ، أهمها : تنزيه دين النّبي صلىاللهعليهوآله عمّا ألصقوه بساحته من الأباطيل ، ولا قبح فيه عقلاً ، كما لا يستهجنه العرف ويساعد عليه الشرع.
والمرأة وإنْ وضع اللّه عنها الجهاد ومكافحة الأعداء ، وأمرها سبحانه أنْ تقرّ في بيتها ؛ فذلك فيما إذا قام بتلك المكافحة ودافع عن قدس الشريعة غيرها من الرجال ، وأمّا إذا توقّف إقامةُ الحقِّ ونصرة الدِّين عليها فقط ، كان الواجب النّهوض بعبء ذلك كُلّه ; كي لا تندرس آثار الحقِّ ، وتذهب تضحية اُولئك الصفوة دونه أدراج التمويهات ؛ ولذلك نهضت سيّدة نساء العالمين عليهاالسلام للدفاع عن خلافة اللّه الكبرى حين اُخذ العهد على سيّد الأوصياء عليهالسلام بالسّكوت.
على أنّ الخضوع لناموس عصمة الإمام عليهالسلام في جميع أقواله وأفعاله الصادرة عنه طيلة حياته ، يُحتّم علينا الإذعان بأنّ ما صدر منه منبعث عن حكم إلهي قرأه في الصحيفة الخاصّة به ، التي يُخبر الامام الصادق عليهالسلام عنها : «إنّ لكُلّ واحد منّا صحيفةً يعمل بما فيها» (٢).
ويقول الإمام الباقر عليهالسلام : «فبتقدّم علمٍ إليهم من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) الدمعة السّاكبة ٤ / ٣٤٦.
(٢) الكافي ١ / ٢٨٣ ، ح ٤.