نفسيَّته ولا بمنقبة هي شعاع نوره الأقدس المُنطبع في مرآة غرائزه الصقيلة.
وقد تابع إمامه في كُلّ أطواره حتّى في بروز هيكله القدسي إلى عالم الوجود ، فكان مولد الإمام السّبط عليهالسلام في ثالث شعبان ، وظهور أبي الفضل العبّاس إلى عالم الشهود في الرابع منه (١) سنة ستٍّ وعشرين من الهجرة (٢).
وممّا لا شكّ فيه أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام لمّا اُحضر أمامه ولدُهُ المحبوبُ ليُقيم عليه مراسيم السُّنّة النّبويّة التي تُقام عند الولادة ، ونظر إلى هذا الولد الجديد الذي كان يتحرّى البناء على اُمّه أنْ تكون من أشجع بيوتات العرب ; ليكون ولدها ردءاً لأخيه السّبط الشهيد يوم تحيط به عصب الضلال ، شاهد بواسع علم الإمامة ما يجري عليه من الفادح الجَلل ، فكان بطبع الحال يُطبّق على كُلِّ عضو
__________________
(١) أنيس الشيعة للعلاّمة السيّد محمّد عبد الحسين ابن السيّد محمّد عبد الهادي المُدارسي الهندي ، قال شيخنا الحجّة في الذريعة إلى مصنّفات الشيعة ٢ / ٤٥ : رأيت الكتاب في النّجف عند العالم السيّد آقا التستري من أحفاد السيّد نعمة اللّه الجزائري ، والكتاب في وقائع الأيّام من موجبات السّرور والأحزان ، من مواليد الأئمّة عليهمالسلام ووفياتهم ومعاجزهم ... رتّبه على الأشهر ؛ بدأ بربيع الأوّل وختم في شهر صفر ، وله مُقدّمة في نسب النّبيِّ صلىاللهعليهوآله ، وسنة جلوس الوصيِّ عليهالسلام ، وخاتمة في أحوال الحُجّة المُنتظر عليهالسلام.
وذكر العلاّمة ميرزا محمّد علي الاُوردبادي أنّه قرأ بخطّ المؤلِّف على ظهر الكتاب : إنّه أهداه إلى السّلطان فتح علي شاه يوم الجُمعة أوّل شعبان سنة ١٢٤٤ هـ. وللمؤلِّف كتب منها : زاد المؤمنين ، وتذكرة الطريق ، وعناية الرّب.
(٢) المُجدي ، والأنوار النّعمانيّة / ١٢٤ ، وحكاه في كتاب قمر بني هاشم / ٢٢ عن وقائع الأيّام للشيخ محمّد باقر البيرجندي.