ورجلاه تخطّان في الأرض ، وكان يُقال له : قمر بني هاشم (١).
وقد وصفته الرواية المحكيّة في مقاتل الطالبيين ، بإنّ (بين عينيه أثرُ السّجود). ونصّها:
قال المدائني : حدّثني أبو غسّان هارون بن سعد ، عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة ، قال : رأيتُ رجلاً من بني أبان بن دارم ، أسود الوجه ، وكنتُ أعرفه جميلاً شديدَ البياض ، فقلت له : ما كدتُ أعرفك! قال : إنّي قتلتُ شابّاً أمردَ مع الحسين ، بين عينيه أثرُ السّجود ، فما نمتُ ليلةً ـ منذ قتلته ـ إلاّ أتاني ، فيأخذ بتلابيبي حتّى يأتي جهنّم فيدفعني فيها ، فأصيح فما يبقى في الحيِّ إلاّ سمع صياحي. قال : والمقتول هو العبّاس بن علي عليهالسلام (٢).
وروى سبط ابن الجوزي عن هشام بن محمّد ، عن القاسم بن الأصبغ المجاشعي ، قال : لما اُتي بالرؤوس إلى الكوفة ، وإذا بفارس أحسن النّاس وجهاً قد علّق في لبب فرسه رأسَ غلامٍ أمردٍ كأنّه القمرُ ليلة تمّه ، والفرس يمرح ، فإذا طأطأ رأسه لحق الرأسُ بالأرض ، فقلتُ : رأسُ مَن هذا؟ قال : رأس العبّاس بن علي. قلتُ : ومَن أنت؟ قال : حرملة بن الكاهل الأسدي (٣).
قال : فلبثت أيّاماً وإذا بحرملة وجهه أشدّ سواداً من القار ، فقلتُ : رأيتك يوم حملت الرأس وما في العرب أنظر وجهاً منك ،
__________________
(١) مقاتل الطالبيين / ٥٥.
(٢) مقاتل الطالبيين / ٧٩. الأصبغ هنا ابن نباتة ; لأنّ بني مجاشع بطنٌ من حنظلة من تميم كما في نهاية الإرب للقلقشندي / ٣٣٤ ، والأصبغ بن نباتة حنظليٌّ تميميٌّ كما نصّ عليه ابن حجر في تهذيب التهذيب ١ / ٣٦٢.
(٣) في تاريخ الطبري ٤ / ٣٥٩ : حرملة بن الكاهن ، وفي الفصول المُهمّة لابن الصباغ / ٨٤٥ : حرملة بن الكاهل. والأمر سهل.