من هذه الثلاث. فأمر له الحسنُ بخمسين ديناراً ، والحسينُ بتسعة وأربعين ديناراً ، وعبدُ اللّه بن جعفر بثمانية وأربعين ، فانصرف الرجل ومرّ بعثمان ، فحكى له القصّة وما أعطوه ، فقال له : ومَن لك بمثل هؤلاء الفتية ، اُولئك فُطموا العلمَ فطماً ، وحازوا الخير والحكمة».
قال الصدوق بعد الخبر : معنى (فُطموا العلم) : أي قطعوه عن غيرهم وجمعوه لأنفسهم (١).
وجاء في الأثر ، أنّ يزيد بن معاوية قال في حقّ السّجاد عليهالسلام : إنّه منْ أهلِ بيتٍ زُقُّوا العلم زقّاً.
ومن أجل ذلك قال العلاّمة المُحقّق ، الفقيه المولى ، محمّد باقر ابن المولى محمّد حسن ابن المولى أسد اللّه ابن الحاج عبد اللّه ابن الحاج علي محمّد القائني ، نزيل برجند ، في كتاب الكبريت الأحمر ج ٣ ص ٤٥ : إنّ العبّاس من أكابر وأفاضل فقهاء أهل البيت ، بل إنّه عالمٌ غيرُ مُتعلِّم ، وليس في ذلك منافاة ، لتعليم أبيه عليهالسلام إيّاه.
وكان هذا الشيخ الجليل ثبتاً في النّقل ، مُنقّباً في الحديث ، يشهد بذلك كبريته ، تتلمذ رحمهالله في العراق على الفاضل الإيرواني ، وميرزا حبيب اللّه الرشتي ، والسيّد الشيرازي ، وفي خراسان على السيّد مرتضى القائني ، والعلاّمة محمّد تقي البجنردي ، وكان له أربعة وثلاثون مؤلَّفا.
ومن مُستطرف الأحاديث ، ما حدّثني به الشيخ العلاّمة ميرزا محمّد علي الاُردبادي ، عن حُجّة الإسلام السيّد ميرزا عبد الهادي آل سيّد الاُمّة الميرزا الشيرازي قدسسره ، عن العالم البارع السيّد ميرزا عبد الحميد البجنردي ، أنّه شاهد في كربلاء المُشرَّفة رجلاً من الأفاضل
__________________
(١) الخصال / ١٣٥ باختلاف في بعض الألفاظ.