خليفة الرسول صلىاللهعليهوآله بسقايته ولو في آنٍ يسير ، إذ الحالة شرع سواء بين قليل الزَّمان وكثيره ؛ ولذلك نُسب فعله هذا إلى الدِّين ، حيث يقول : تاللّهِ ما هذا فعالُ ديني.
على أنّ شيخنا العلاّمة الشيخ عبد الحسين الحلّي يُحدّث في النّقد النّزيه ج ١ ص ١٠٠ ، عن فخر الذاكرين الثقة الثبت الشيخ ميرزا هادي الخراساني النّجفي ، نقلاً عن (عدّة الشهور) : إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام دعا العبّاس وضمّه إليه وقبّل عينيه ، وأخذ عليه العهد إذا ملك الماء يوم الطَّفِّ أنْ لا يذوق منه قطرة واُخوه الحسين عليهالسلام عطشان. فقول أرباب المقاتل : نفضَ الماء من يده ولم يشرب ، إنّما هو لأجل الوصيّة من أبيه المرتضى (ع).
لَم يَذُقْ الفُراتَ اُسوةً بِهِ |
|
مُيمِّمَاً بمائِهِ نَحوُ الخِبَا |
لَم يَرَ فِي الدِّينِ يَبلُّ غُلَّةً |
|
وصُنُوهُ فيِهِ الظَّمَا قَد ألهَبَا |
والمُرتَضَى أَوصَى إليهِ فِي ابنِهِ |
|
وصيّةً صَدّتْهُ عَن أنْ يَشْرَبَا |
لذَاكَ قَدْ أسنَدَهُ لِدينِهِ |
|
وعَنْ يَقيِنٍ فِيهِ لَنْ يَضْطَرِبَا |
هَذا مِنَ الشَّرعِ يَرى فِعلَتَهُ |
|
ومِن صِراطِ أحمدٍ مَا ارتَكَبَا |
وَمِثلُهُ الحُسينُ لَمّا مَلكَ الْمَاءَ |
|
فَقِيلَ رَحلُهُ قَد نُهِبَا |
أمَّ الخِيامَ نَافِضَاً لِماِئهِ |
|
إذ عَظُمَ الأمرُ بِهِ واعَصُوصَبَا |
فَكانَ للعَبّاسِ فِيهِ اُسوةٌ |
|
إذ فَاضَ شَهمَاً غَيرَ مَفلُولِ الشِّبَا |