مُتحلِّياً بهذه الحلية ، بعد أنْ يكون مُصاغاً من نور القداسة الذي لا يمازجه أيُّ شين ، وعلى هذا كان معتقد شيخ الطَّائفة وإمامها الحجّة الشيخ محمّد طه نجف قدسسره ؛ فإنّه قال بترجمة العبّاس من كتاب (إتقان المقال) ص ٧٥ : هو أجلّ من أنْ يُذكر في المقام ، بل المناسب أنْ يُذكر عند ذكر أهل بيته المعصومين عليه وعليهم أفضل التحية والسّلام.
فتراه لم يقلْ عند ذكر رجالات أهل بيته الأعاظم ، بل أثبت المعصومين عليهمالسلام منهم ، وليس هذا العدول إلاّ لأنّه يرتأي أنْ يجعله في صفِّهم ، ويعدُّه منهم.
وتابعه على ذلك العلاّمة ميرزا محمّد علي الاُوردبادي ، فقال من قصيدته المُتقدّمة :
أجلَّ عبّاسَ الكِتَابُ والهُدَى |
|
والعِلْمُ والدَّينُ وأصحَابُ العَبا |
عَنْ أنْ يطِيشَ سَهمُهُ فَينثَنِي |
|
والإثمُ قَد أثقَلَ مِنهُ مَنْكِبَا |
لم نَشتَرِط فِي ابنِ النّبيِّ عُصمةً |
|
ولا نَقولُ إنّه قَد أذْنَبَا |
وَلا أَقولُ غَيرَ مَا قَالَ بِهِ |
|
(طَه الإمامُ) فِي الرِّجَالِ النُّجبَا |
فَالفِعْلُ مِنهُ حُجّةٌ كَقولِهِ |
|
فِي الكُلِّ يَروِي عَن ذَويِهِ النُّقَبَا |
وهذه النّظرية في أبي الفضل لم ينكرها عالمٌ من علماء الشيعة نعرفه بالثقافة العلميّة ، والتقدّم بالأفكار النّاضجة ، وقد استضأنا من اُرجوزة آية اللّه الحجّة الشيخ محمّد حسين الأصفهاني رحمهالله ، التي ستقرأها في فصل المديح ، حقائقَ راهنة وكرائمَ نفيسة سمت بأبي الفضل إلى أوج العظمة ، وأخذت به إلى حظائر القدس ، وصعدت به إلى أعلى مرتبة من العصمّة.