الفتك به ، وأنّه سمعه يقول : قتلني اللّه إنْ لم أقتل موسى بن جعفر. فلمّا ورد الكتاب عليه ، شاور أهل بيته وشيعته وأطلعهم على الكتاب ، وقال لهم : «ما تُشيرون عليَّ؟».
قالوا : نشير عليك ـ أصلحك اللّه ـ أنْ تُباعد شخصك من هذا الجبّار. فلم يتباعد عن مشورتهم ، ولكنّه أوقفهم على غامض أسرار اللّه من هلاك الطاغي ، فكان كما قال (١).
وكان الأئمّة عليهمالسلام ـ وهم العالمون بما كان وما يكون ـ يتّخذون الوسائل العادية لدفع الأضرار عنهم إذا علموا تأخّر القضاء ؛ من مراجعة الطبيب ، أو الشخوص نحو المُهيمن جلّ شأنُه ، أو الشكوى إلى جدّهم النّبيِّ صلىاللهعليهوآله.
ولما سُقي الإمام الحسن عليهالسلام العسلَ المسمومَ وأعتلّ ، تداوى بالحليب فعُوفي ، وحين عادت إليه العلّةُ أخذ يسيراً من تُربة النّبي صلىاللهعليهوآله ومزجها بالماء فشربه وعوفي (٢).
وقال الإمام الهادي عليهالسلام لأبي هاشم الجعفري حين مرض بسامراء : «ابعثوا رجلاً إلى (الحائر) يدعو اللّه لي بالشّفاء من العلّة».
فقال علي بن بلال : ما يصنع بالحير ، أليس هو الحير؟! فلم يدرِ أبو هاشم ما يُجيبه حتّى دخل على الهادي عليهالسلام وحكى له قوله. فقال عليهالسلام : «ألا قُلتَ له : إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله كان يطوفُ بالبيت ويُقبّل الحَجَر ، وحرمةُ النّبيِّ والمؤمنِ أعظمُ من حُرمة البيتِ. وأمرَه
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٨ / ١٥١.
(٢) الكامل للبهائي / ٤٥٣.