يُعقد للولاة (١) ، والتَّسمية بالعقاب اقتبسها العرب من الروم ؛ فإنّ العقاب والنّسر شارة الرومان ، يرسمونها على أعلامهم ، وينقشونها على أبنيتهم (٢).
وكانت أعلام الروم كباراً ، تحت كُلِّ علم عشرةُ آلاف أو أكثر (٣).
وكانت راية كسرى يوم الجسر سنة ١٣ هجرية من جلود النّمر في عرض ثمانية أذرع ، وطول اثني عشر ذراعاً ، وهي المُسمّاة (درفش كابيان) (٤).
وهذه الراية كانت محفوظة في خزائنهم ، ولم تكن بهذه السّعة ، وإنّما زادوا عليها تبرّكاً ، والأصل فيها : إنّ الضحّاك بيوراسف خرجت من منكبيه سلعتان ، فكان إذا اشتد عليه الألم طلاهما بدماغ إنسان يذبحه ، فلاقى النّاس منه عناءً ونكداً وجوراً ، فأخذ ابنين لرجل من أهل أصبهان اسمه (كابي) فشقّ عليه ، فدعا النّاس للخروج على الضحّاك ، وأخذ عصا وعلّق عليها جراباً وتبعه النّاس ، فتغلّب على الضحّاك وخلعوه عن المُلك واستراحوا من جوره ، فعظّموا ذلك العَلَم وتفأّلوا به ، وزادوا فيه حتّى صار عند ملوك العجم العَلَم الأكبر الذي يتبرّكون به ، وسمّوه (درفش كابيان) (٥).
كما احتفظ الاُمويّون براية ابن زياد التي أخرجها يوم الطَّفِّ ، ففي تاريخ (يزد) للآيتي ص ٧٢ : إنّ أبا العلاء الطّوفي كان هو وأبوه
__________________
(١) تاج العروس بمادة عقب ٢ / ٢٥٣ ، نقلاً عن لسان العرب لابن منظور ١ / ٦٢١.
(٢) المصدر غير موجود.
(٣) لسان العرب ٣ / ٩٧ ، تاج العروس ٤ / ٣٦٦.
(٤) تاريخ الطبري ٢ / ٦٣٩ ، الكامل في التاريخ لابن الأثير ٢ / ٤٣٨.
(٥) تاريخ الطبري ١ / ١٣٦ ، البداية والنّهاية لابن كثير ٧ / ٣٣.