وأمّا يوم شهادة أخيه الإمام المجتبى عليهالسلام فله أربع وعشرون سنة ، وقد ذكر صاحب كتاب (قمر بني هاشم) ص ٨٤ : أنّه لمّا رأى جنازة سيّد شباب أهل الجنّة عليهالسلام تُرمى بالسّهام ، عظمَ عليه الأمر ، ولم يطقْ صبراً دون أنْ جرَّد سيفه وأراد البطش بأصحاب (البغلة) لولا كراهيةُ السّبط الشهيد عليهالسلام الحرب ؛ عملاً بوصية أخيه عليهالسلام : «لا تُهرقْ في أمرِي مَحْجَمةً مِنْ دمٍ» (١). فصبر أبو الفضل عليهالسلام على أحرِّ من جمر الغضا ، ينتظرُ الفرصة ويترقَّبُ الوعدَ الإلهي ، فأجهد النّفس ، وبذل النّفس في مشهد (النّواويس) ، وحاز كلتا الحُسنيين.
__________________
(١) دلائل الإمامة / ١٦٢ ، الإرشاد للشيخ المفيد / ١٧ ، عمدة الطالب لابن عنبة / ٦٧ باختلاف الألفاظ.