له هذا الفارس المغوار والبطل المُجرّب ، فما أخطأت إرادته الغرض ، ولا عدى سهمه المرمى.
فكان أبو الفضل رمز البطولة ومثال الصولات ، يلوح البأس على أسارير جبهته ، فإذا يَمّم كميّاً قصده الموت معه ، أو التقى بمُقبل ولاّه دبره ، ولم يبرح هكذا تشكره الحرب والضرب ، وتشكوه الهامات والأعناق ، ما خاض ملحمة إلاّ وكان ليلها المعتكر ، ولم يلفَ في معركة إلاّ وقابل ببشره وجهها المُكفهر.
يُمثّلُ الكرّارَ في كرَّاتِه |
|
بلْ في المعانِي الغُرِّ مِنْ صفاتِهِ |
ليسَ يدُ اللّهِ سِوى أبيه |
|
وقُدرةُ اللّهِ تَجلَّتْ فيهِ |
__________________
بكر محمّد بن العبّاس الخوارزمي ، المُتوفّى سنة ٣٧٣ ، ففي مُعجم البلدان ١ / ٥٧ بمادة (آمل) إنّه قال :
بآملَ مولدِي وبنُو جريرِ |
|
فأخوالِي ويحكِي المرءُ خالَهْ |
فها أنا رافضيٌّ عنْ تُراثٍ |
|
وغيرِي رافضيٌّ عنْ كَلالَهْ |
عرّض بابن جرير صاحب التاريخ ؛ فإنّه أخو اُمّه ، وكان من أهل السُّنّة ، وإنّما نسبه إلى التشيّع الحنابلة لتصحيحه حديث الغدير ، فتشيّعه ادّعائي ، وهو المُعبّر عنه بـ (الكلالة) ؛ فإنّها في اللغة : ما لمْ يكن من النّسب لحاً. فقول الحموي في المُعجم : (كذب الخوارزمي ; لأنّ ابن جرير من أعلام السُّنّة) مبنيٌّ على عدم فهمه الغرض من البيت ، فالخوارزمي لمْ يعترف بتشيعهِ.
وقال الذهبي في تاريخه ٢٧ / ٦٨ ، وقال الحاكم في تاريخه : كان واحد عصره في حفظ اللغة والشعر ، وكان يُذاكرني بالأسماء والكنى حتّى يُحيّرني حفظه ...