السّاجِدِينَ) (١). فإنّه أثبت لهم جميعاً ـ بلفظ الجمع المُحلّى باللام ـ السّجودَ الحقَّ الذي يرتضيه لهم.
وإنّ ما يؤثر عنهم من أشياء مستغربة لابدّ أنْ يكون من الشريعة المشروعة لهم ، أو يكون له معنىً تُظهره الدراية والتنقيب.
وليس آزر ـ الذي كان ينحت الأصنام وكاهن نمرود ـ أبا إبراهيم الخليل عليهالسلام (٢) ، الذي نزل من ظهره ؛ لأنّ أباه اسمه تارخ ، وآزر :
__________________
(١) سورة الشعراء / ٢١٩.
(٢) اختلفوا في أنّ الذي قيل له : (عرق الثرى) إبراهيم أمْ إسماعيل ، فالذي عليه السّهيلي في الروض الاُنف ١ / ٨ ، إنّه إبراهيم ، وعلّله : بأنّ الثرى لا تأكله النّار ، وإبراهيم لا تأكله النّار.
ويظهر من الإمام الصادق عليهالسلام ، لمّا تخطّى النّار ، وقال : «أنا ابنُ أعراق الثَّرى ، أنا ابنُ إبراهيم خليل الرّحمن» ، الإشارة إليه. الكافي ١ / ٤٧٣ ، نوادر المعجزات لابن جرير / ١٥٤.
ونصّ عليه في البحار ٣٥ / ٤١ في باب نسب أبي طالب ، قال : وإبراهيم (عرق الثرى).
وفي ٤٤ / ١٠٤ عند قول الإمام الحسن عليهالسلام : «أنا وهو ، أين ابنُ أعراق الثّرى ...».
قال : رأيت في بعض الكتب أنّ عرق الثرى إبراهيم ؛ لكثرة ولده في البادية.
ولعلّ عبد اللّه بن أيوب الخريبي الشاعر في مرثية الإمام الرضا عليهالسلام يُشير إليه ، كما في البحار ٤٩ / ٣٢٥ في باب مراثيه :
يابنَ الذَبيِحِ ويَابنَ أعراقِ الثّرى |
|
طَابَتْ أروُمَتُهُ وطَابَ عُرُوقُها |
ولكن في نصّ الطبري ٢ / ٢٨ ، والبداية والنّهاية ٢ / ٢٤٥ ، والبحار ١٥ / ١٠٥ ، عن اُمّ سلمة : إنّ عرق الثرى إسماعيل.
وقد جاء ذكر الثرى في شعر امرئ القيس والفرزدق ، ولم يُعلم منه المراد. قال امرؤ القيس على ما في أمالي المرتضى ١ / ١١٩ :
فَبَعضَ اللّومِ عاذِلَتي فَإِنّي |
|
سَتَكفيني التَّجارِبُ وَاِنتِسابي |
إِلى عِرقِ الثَّرى وَشَجَت عُروقي وَهَذا |
|
المَوتُ يَسلِبُني شَبابي |