واُلقوا فيها جميعاً ... إلاّ العبّاس بن عليٍّ رضوان اللّه عليه ، فإنّه دُفن في موضع مقتله على المسنّاة بطريق الغاضريّة ، وقبره ظاهرٌ ، وليس لقبور إخوته وأهله الذين سمّيناهم أثرٌ ، وإنّما يزورهم الزائر من عند قبر الحسين عليهالسلام ، ويومئ إلى الأرض التي نحو رجليهِ بالسّلام ، وعلي بن الحسين في جملتهم ، ويُقال : إنّه أقربهم دفناً إلى الحسين عليهالسلام.
فأمّا أصحاب الحسين عليهالسلام الذين قُتلوا معه ، فإنّهم دُفنوا حوله ، ولسنا نحصل لهم أجداثاً على التحقيق ، إلاّ أنّا لا نشكّ أنّ الحائر محيطٌ بهم (١).
وعلى هذا مشى العلماء المُحقّقون والمُنقّبون في الآثار من كون مشهده بحذاء الحائر الشريف ، قريباً من شطّ الفرات ، نصّ عليه الطبرسي في إعلام الورى ص ١٤٧ ، والسيّد الجزائري في الأنوار النّعمانيّة ص ٣٤٤ ، والشيخ الطُّريحي في المنتخب ، والسيّد الداودي في عمدة الطالب ص ٣٤٩ ، وحكاه في رياض الأحزان ص ٣٩ عن كامل السّقيفة (٢).
وهو الظاهر من ابن إدريس في السّرائر ، والعلاّمة في المنتهى ، والشهيد الأوّل في مزار الدروس ، والأردبيلي في شرح الإرشاد ، والسّبزواري في الذخيرة ، والشيخ آقا رضا في مصباح الفقيه ؛ فإنّهم نقلوا كلام المفيد ساكتين عليه (٣).
__________________
(١) الإرشاد للشيخ المفيد ٢ / ١٢٦.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ / ٢٥٦.
(٣) السّرائر ١ / ٣٤٢ ، منتهى المطلب ١ / ٣٩٥ ، ذخيرة العباد / ٤١٣ ، غنائم الأيّام ٢ / ١٣٢ ، جواهر الكلام ١٤ / ٣٤٠ ، مصباح الفقيه ٢ / ٧٦١ ، كتاب