أبي الفضل الظاهريّة شبيهة بالمنزلة المعنويّة الاُخرويّة ، فكان كما شاءا وأحبّا.
ولو حمله سيّد الشُّهداء عليهالسلام إلى حيث مجتمع الشُّهداء في الحائر الأقدس لغمره فضل الإمام الحُجّة عليهالسلام ، ولم تظهر له هذه المنزلة التي ضاهت منزلة الحُجّج الطاهرين عليهمالسلام ، خصوصاً بعد ما أكّد ذلك الإمام الصادق عليهالسلام بإفراد زيارة مُختصّة به ، وإذناً بالدخول إلى حرمه الأطهر كما شُرّع ذلك لأئمّة الهدى عليهمالسلام ، غير ما يُزار به جميع الشُّهداء بلفظ واحد ، وليس هو إلاّ لمزايا اختُصّت به.
وقد أرشدتنا آثار أهل البيت عليهمالسلام على هذا الموضع من مرقده الطيّب ، ففي كامل الزيارات لابن قولويه ص ٢٥٦ بسند صحيح عن أبي حمزة الثمالي ، عن الصادق عليهالسلام قال : «إذا أردتَ زيارةَ العبّاسِ بنِ عليٍّ وهو على شطِّ الفُراتِ بحذاء الحَيْر ، فقف على باب السّقيفة ، وقل : سلامُ اللّهِ وسلامُ ملائكتِهِ ...».
وحكى المجلسي ـ أعلى اللّه مقامه ـ في مزار البحار ، عن الشيخ المفيد وابن المشهدي زيارةً اُخرى له في هذا المشهد الذي أشار إليه الصادق عليهالسلام ، برواية غير مُقيّدة بوقت من الأوقات.
وهكذا حُكي عن المفيد والشهيد والسيّد ابن طاووس في زيارة النّصف من رجب ، وليلة القدر ، ويومَي العيدين ، ومثله العلاّمة النّوري في تحيّة الزائر.
وعبارة المفيد في الإرشاد صريحة فيما نصّت به رواية أبي حمزة الثمالي ؛ فإنّه قال عند ذكر مَن قُتل من آلِ الحسين عليهالسلام : وكلُّهم مدفونون ممّا يلي رجلَي الحسين عليهالسلام في مشهده ، حُفر لهم حفيرة