الآثار.
وجاء السّبكي فعدَّ في طبقات الشافعيّة ج ١ ص ٢١٥ من فضائل أحمد بن نصر الخزاعي ، الذي قتله الواثق على مسألة خلق القرآن : تكلّم رأسه بالقرآن لمّا قُطع ، وبقي يقرأه إلى أنْ اُلحق بالجسد ودُفن.
وإذ سمعوا بأنّ رأس الحسين عليهالسلام الذي قُتل في سبيل الدعوة الإلهيّة وإحياء الدِّين ، يتكلّم بالقرآن ؛ لإتمام الحجّة ، وتعريفاً للاُمّة طغيان اُولئك الاُمراء ، ولئلاّ تذهب تلك التضحية المُقدّسة أدراج التمويهات ، طعنوا في الحديث ، ونسبوا راويه إلى الرفض والجهالة ، مع أنّ الحسين عليهالسلام لم يخرج عن كونه ابن الرسول صلىاللهعليهوآله ، وقد شهد الصادق الأمين له ولأخيه المجتبى (صلوات الله عليهم) بأنّهما إماما هذه الاُمّة إنْ قاما وإنْ قعدا ، وأنّهما سيّدا شباب أهل الجنّة ، ولم يخرج أشراً ولا بطراً ، ولا ظالماً للعباد ، ولا غاصباً للحقوق.
ولم يقتنع بذلك حتّى ادّعى كرامة لإسماعيل الحضرمي ، وأنّها من المستفيض ، قال في ج ٥ ص ٥١ من طبقات الشافعيّة : إنّ إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الحضرمي كان في سفر ومعه خادمه ، فأشرفت الشمس على الغروب ، فقال لخادمه : قُلْ للشمس تقف حتّى نَصل المنزل ونُصلّي! فقال الخادم : إنّ الفقيه إسماعيل يقول لكِ : قفي. فوقفت حتّى بلغ المنزل وصلّى ، ثُمّ قال للخادم : أما تطلق ذلك المحبوس؟! فأمرها الخادم بالغروب ، فغابت وأظلم الليل في الحال!!
هكذا يقول الخبر من المستفيض في رجل قصارى ما يتخيّل فيه أنّه أحد الأولياء ، وينكر حديث ردّ الشمس لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وكان من أعلام النّبوَّة!