انتهينا إلى صُلب عبد المُطّلب ، فجعله نصفين ؛ نصفاً في عبد اللّه فصار إلى آمنة ، ونصفاً في أبي طالب فصار إلى فاطمةَ بنتِ أسد».
أمّا (عدنان) فقد أوضح في خطبه عن ظهور النّبي صلىاللهعليهوآله وأنّه من ذُرّيّته وأوصى باتّباعه.
وكان ابنه (معد) صاحب حروب وغارات على بني إسرائيل ممّن حاد عن التوحيد ، ولم يُحارب أحداً إلاّ رجح عليه بالنّصر والظفر ، ولكونه على دين التوحيد ودين إبراهيم الخليل ، أمر اللّه أرميا أنْ يحمله معه على البراق كيلا تُصيبه نقمة بختنصّر ، وقال سبحانه لأرميا : «إنّي سأخرجُ مِنْ صُلبِهِ نبيّاً كريماً أختمُ به الرُّسلَ». فحمله إلى أرض الشام إلى أنْ هدأت الفتن بموت بختنصّر (١).
وكان السّبب في التسمية بـ (نزار) : إنّ أباه لمّا نظر إلى نور النّبوّة يشعُّ من جبهته سرّه ذلك ، فأطعم النّاس لأجله ، وقال : إنّه نزرٌ في حقّه (٢).
وورد النّهي عن سبّ ربيعة ومضر ; لأنّهما مؤمنان. ومن كلام مضر : مَن يزرع شرّاً يحصد ندامةً.
و (إلياس بن مضر) كبيرُ قومه وسيّدُ عشيرته ، وكان لا يُقضى أمرٌ دونه ، وهو أوّل مَن هدى البُدنَ إلى البيت الحرام ، وأوّل مَن ظفر بمقام إبراهيم لمّا غرق البيت في زمن نوح ، وكان مؤمناً موحّداً وردّ النّهي عن سبّه (٣).
وقد أدرك مدركة بن إلياس كلَّ عزٍّ وفخر كان لآبائه ، وكان فيه
__________________
(١) السّيرة الحلبيّة ١ / ٢٠.
(٢) الروض الاُنف ١ / ٨.
(٣) الروض الاُنف ١ / ٨.