نور النّبي محمّد صلىاللهعليهوآله.
و (كنانة) شيخٌ عظيمُ القدر ، حَسَن المنظر ، كانت العرب تحجّ إليه لعلمه وفضله ، وكان يقول : قد آن خروج نبيٍّ من مكّة يُدعى أحمد ، يدعو إلى اللّه ، وإلى البرّ والإحسان ومكارم الأخلاق ، فاتّبعوه تزدادوا شرفاً وعزّاً إلى عزّكم ، ولا تُكذِّبوا ما جاء به فهو الحقّ. وممّا يؤثر عنه : رُبّ صورةٍ تخالف المُخبرة قد غرّت بجمالها ، واختُبر قبحُ فعالها ، فاحذر الصور واطلب الخبر. وكان يأنف أنْ يأكل وحده.
وولده (النّضر) (قريش عند الفقهاء) فلا يُقال لأولاد مَن فوقه : قَرشي ؛ وإنّما أولاده مثل مالك وفهر ، فمَن وَلَده النّضر فهو قرشي ، ومَن لمْ يلده فليس بقرشي (١).
وأمّا (فهر) ، فقد حارب حسّان بن عبد كلال حين جاء من اليمن في حمير ؛ لأخذ أحجار الكعبة ليبني بها بيتاً باليمن يزوره النّاس ، فانتصر فهرٌ واُسّر حسّان وانهزمت حمير ، وبقي حسّان في الأسر ثلاث سنين ، ثمّ فدى نفسه بمال كثير وخرج ، فمات بين مكّة واليمن ، فهابت العرب فهراً وأعظموه وعلا أمره ، خصوصاً مع ما يشاهدون في جبهته من نور النّبوّة.
ويؤثر عنه قوله لولده غالب : قليلُ ما في يدك أغنى لك من كثير ما أخلق وجهك وإنْ صار إليك. وكان مُوحّداً (٢).
ولم يزل كعب بن لؤي يذكر النّبيَّ صلىاللهعليهوآله ، ويُعلِمْ قريشاً أنّه من وُلده ، ويأمرهم باتّباعه ويقول : اسمَعوا وعُوا ، وتعلَّموا تَعلَموا ، وتفهّموا
__________________
(١) السّيرة الحلبيّة ١ / ٦١.
(٢) السّيرة الحلبيّة ١ / ٢٦.