الحسين عليهالسلام بالزِّيارة المأثورة وآدابها ، ولا خصوصيّة له على غيره من أئمّة الهدى عليهمالسلام ، وبذلك المناط يتسرّى إلى غيرهم.
ومَن يقرأ ما ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام في زيارة أبي الفضل بتدبّر وإمعان ، يعرف رجحان الأخذ بقوله عليهالسلام ، وإنّ الزائر مهما يبلغ من المعرفة والكمال لا يحيط خبراً بحقيقة أبي الفضل ، وما يليق بجليل قدره وعظيم منزلته.
ومن هنا كان الراجح للزائر عند زيارة العبّاس أنْ يقف مواجهاً له ، مستدبراً القبلة ، كما هو الشأن في زيارة المعصومين عليهمالسلام ، وهو مقتضى التأدّب أمام قمر بني هاشم ؛ فإنّ زيارته ميِّتاً كزيارته حيَّاً (والشُّهداءُ أحياءٌ عندَ ربِّهم يُرزَقون). ولا شّك أنّه لو كان حيّاً ودخل عليه الزائر ، فلا يُسلّم عليه إلاّ مواجهاً له.
ويشهد لذلك ما في مزار البحار ص ١٦٥ عن المفيد وابن المشهدي والشهيد الأوّل ، أنّهم قالوا : إنّ الزائر للعبّاس يقف أوّلاً على باب السّقيفة ويستأذن للدخول فيقول : سلامُ الله وسلامُ ملائكته ... إلى آخره ، ثُمّ يدخل وينكبُّ على القبر ويقول : السّلامُ عليكَ أيها العبد الصالح ... إلى آخره ، ثُمّ ينحرف إلى عند الرأس فيُصلّي ويدعو ، ويعود إلى الضريح ويقف عند الرجلين ، ويقول : السّلام عليك يا أبا الفضل العبّاس ... إلى آخره (١).
وقد يُدّعى أنّ هذه العبارة ، وما رواه ابن قولويه عن أبي حمزة الثمالي ، يقتضي الوقوف على قبر العبّاس من دون تخصيص بجهة من الجهات ؛ فإنّ العبارة : ثُمّ ادخل وانكبّ على القبر ، وقل ... إلى
__________________
(١) المزار للشيخ المفيد / ١٢٠ ، المزار للمشهدي / ٣٨٩ ، وعنهما بحار الأنوار ٩٨ / ٢١٧.