آخره (١). ولم يُبيّن كيفيّة الانكباب ؛ هل أنّه من جهة القبلة ، كما هو شأن زيارة الإمام المعصوم عليهالسلام ، أو من جهة عكسها ، أو من جهة الرّجلين أو الرّأس؟
إلاّ أنّ المُنصرف من الإطلاق إرادة جهة القبلة ؛ خصوصاً لو كان الباب التي يدخل منها إلى الروضة المُطهَّرة في ذلك الزمان كما عليه اليوم ، وحينئذ تكون زيارة أبي الفضل على حدّ زيارة المعصوم عليهالسلام ، مواجهاً له مستدبراً القبلة.
فالتوقّف عن رجحان مواجهته حال الزيارة في غير محلّه ، واستظهار المجلسي تخيير الوقوف في زيارته محلُّ المناقشة ؛ فإنّه لم يرد عن الأئمّة عليهمالسلام خبرُ التفصيل بين المعصوم عليهالسلام وغيره : باستحباب المواجهة له في الأوّل واستقبال القبلة في الثاني.
وغاية ما ورد في زيارة الحسين وأبيه عليهماالسلام مواجهة القبر وجعل القبلة بين كتفيه ، وهناك أخبار مطلقة بالوقوف على قبريهما كإطلاقها على قبري الجوادين والعسكريِّين والرِّضا عليهمالسلام ، فلا تخصيص للمعصوم على غيره.
وما ورد في صفة زيارة المؤمنين من استقبال القبلة ، ووضع اليد على القبر ، والتوقيع المروي في الإقبال عن صاحب الزمان عجّل اللّه فرجه : «إذا أردتَ زيارةَ الشُّهداءِ فقف عند رجلَي الحسين عليهالسلام ، فاستقبل القبلة بوجهك ؛ فإنّ هناك حومة الشُّهداء ، وقُمْ وأشر إلى عليِّ بن الحسين ، وقل : السّلام عليك يا أوّل قتيل من نسلِ خيرِ سليلٍ ...». إلى آخره (٢).
__________________
(١) كامل الزيارات / ٤٤٠.
(٢) المزار للمشهدي / ٤٨٦ ، إقبال الأعمال لابن طاووس ٣ / ٧٣ ، وعنه البحار