أخصّ من المُدّعى ، على أنّ الاعتبار يشهد بأنّ السّلام والثناء على المزور يستدعي مواجهته لا استدباره.
وكيف يكون الحال ، فأبو الفضل ممتاز عن سائر المؤمنين بخواصٍّ لا يأتي البيان على حصرها ، كيف وقد بلغ من الدرجات الرفيعة ما يغبطه عليها جميع الشُّهداء والصدِّيقين ، وقد أعلمنا الإمام الصادق عليهالسلام بالزيارة التي علّمها أبا حمزة الثمالي : بأنّ لأبي الفضل مكانة سامية ودرجات عالية لا ينالها إلا اُولوا العزم من الرُّسل.
فرجحان مواجهته عند السّلام عليه متعيّنٌ كما هو الحال في أئمّة الهدى عليهمالسلام ، وبذلك أفتى شيخنا الحجّة الشيخ عبد الحسين مبارك قدسسره في بشارة الزائرين ، ثُمّ قال :
ولَعمر أبيه الطّاهر صلوات اللّه وسلامه عليهما إنّه بذلك لحقيق جدير ؛ فإنّه ابن سيّد الوصيّين عليهالسلام ، والمواسي ريحانة خير الخلق أجمعين صلىاللهعليهوآله.
ومن هنا كان بعض العارفين من العلماء الأعلام يُقدّم زيارة العبّاس على زيارة الحسين عليهماالسلام ؛ لأنّه بابه في الحوائج ـ وهو في محلّه ـ وعليه العمل منذ عهد قديم ، وفي هذا يقول الأديب السيّد مهدي الأعرجي رحمهالله :
قصدتُكَ قبلَ ابنِ النّبيِّ مُحمّدٍ |
|
وأدمُعُ عينِي كالحَيا فِي انْسكابِهَا |
لأنَّكَ فِي كُلِّ الحوائجِ بابُهُ |
|
وهلْ يقصدونَ الدَّارَ مِنْ غيرِ بابِهَا |
__________________
٤٥ / ٦٤.